زاد أكبر أربعة مستوردين للنفط الإيراني مشترياتهم 17.2 في المائة على أساس سنوي في شباط (فبراير) مع استمرار البلد العضو في منظمة "أوبك" في شحن الخام بكميات أكبر مما يسمح به الاتفاق الذي خفف بعض العقوبات الهادفة الى لجم البرنامج النووي لطهران. وبموجب الاتفاق المرحلي المبرم في تشرين الثاني (نوفمبر) بين إيران والقوى العالمية الست الرئيسية والذي بدأ سريانه في كانون الثاني (يناير) تبقي طهران صادراتها عند مستوى مليون برميل يوميا في المتوسط لفترة ستة أشهر حتى 20 تموز (يوليو). لكن واردات أكبر أربعة مشترين هم الصينوالهندواليابانوكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى تركيا فاقت ذلك المستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) على الأقل. وتشير بيانات لحركة الناقلات إلى تباطؤ طفيف فحسب لصادرات إيران في آذار (مارس). وقال نائب الرئيس في "آي. اتش. اس إنسايت" لاستشارات الطاقة فيكتور شوم "ربما كانت الأسعار شديدة الإغراء. الإيرانيون معروفون بعرض أسعار منافسة". وقد يساعد ارتفاع صادرات إيران في كبح أسعار النفط القياسية التي زادت بسبب بواعث القلق بشأن المعروض في بلدان مثل ليبيا ومع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب ضم موسكو لمنطقة القرم. وروسيا أكبر بلد منتج للنفط في العالم. وتقول مصادر في قطاع النفط إن تنامي شراء الخام الإيراني يأتي مع تحسن المعنويات وانحسار المخاطر السياسية على زبائن طهران بعد تخفيف العقوبات لكنه يثير استياء الغرب أيضا. وبحسب مصادر حكومية نبهت الولاياتالمتحدة في وقت سابق هذا الشهر الهند بأن تبقي وارداتها من إيران عند مستويات نهاية 2013 وهو ما يتطلب قيام شركات التكرير الهندية بتقليص الشراء من طهران بمقدار الثلثين عن الربع الأول من العام لتنزل بالمتوسط إلى 195 ألف برميل يوميا بحلول 20 تموز (يوليو). وتظهر بيانات حكومية رسمية وجداول لوصول الناقلات أن المشترين الآسيويين الأربعة الكبار استوردوا في شباط (فبراير) 1.37 مليون برميل يوميا في المتوسط من الخام الإيراني ارتفاعا من 1.17 مليون برميل يوميا قبل عام. وقال شوم "هذا مثير للاهتمام لأنه يفترض أن تحد الدول من مشترياتها من إيران، لكن من الصعب الخروج بأي استنتاجات". وتشير بيانات تحميل الناقلات في إيران لشهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) إلى تراجع طفيف فحسب في مستوى الواردات على مدى الشهرين. وزادت الصين، أكبر مشتر للنفط الإيراني، وارداتها ستة في المائة عنها قبل عام لتصل إلى 552 ألفا و613 برميلا يوميا في شباط (فبراير) في حين زادت واردات كوريا الجنوبية لأكثر من مثليها إلى 290 ألفا و714 برميلا يوميا. وارتفعت واردات اليابان التي صدرت أرقامها متأخرة عن الدول الثلاثة الأخرى، 21.7 في المائة إلى 260 ألفا و820 برميلا يوميا وفقا لبيانات وزارة التجارة الصادرة في وقت سابق اليوم الاثنين. وتراجعت واردات الهند من النفط الإيراني 8.7 في المائة إلى حوالي 266 ألف برميل يوميا.