سيواصل المشترون الآسيويون للنفط الإيراني خفض وارداتهم في 2013 ويواجهون صعوبات في إرسال الأموال إلى طهران لدفع ثمنه، إذ إن العقوبات الغربية المشددة تعوق تدفق العملة الصعبة إلى الخزينة الإيرانية. وأدت عقوبات صارمة فرضت على طهران إلى خفض صادراتها النفطية إلى أقل من النصف هذا العام، وتتدفق كل الصادرات الإيرانية الباقية تقريباً إلى الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند. وستؤدي الخفوضات الإضافية في 2013 إلى تراجع المبيعات الإيرانية بنحو 135 ألف برميل يومياً، ما سيخسر البلد نحو خمسة بلايين دولار العام المقبل بأسعار النفط الحالية. وأكّدت مصادر في قطاع الطاقة، أن الصين ربما تخفض مشترياتها بما بين خمسة وعشرة في المئة في 2013 وفق تقديرات أولية، ما يعني خفضاً بما بين 20 ألف برميل يومياً و40 ألفاً. وقال مسؤول صيني في قطاع الطاقة «يبدو أن السياسة العامة هي كبح الأخطار التي ينطوي عليها شراء النفط الإيراني... النقل لم يكن مشكلة كبيرة، لكن سينوبك لا تزال ترى خطراً سياسياً في التعامل مع إيران». وقال آخر: «العام المقبل ستقل وارداتنا عشرة في المئة إلى 15 في المئة عنها هذا العام». بدورها، ستخفض اليابان وكوريا الجنوبية وارداتهما بحيث تصبح أقل من نصف معدلاتها في 2011 قبل العقوبات. وخفضت الدولتان بالفعل وارداتهما بنسبة 40 في المئة هذا العام. وقال رئيس مجلس إدارة «جيه إكس نيبون»، ياسوشي كيمورا، والتي تعتبر أكبر شركة تكرير يابانية «واردات النفط اليابانية من إيران قد تقل نحو 15 في المئة العام المقبل لتصبح 160 ألف برميل يومياً وقد تخفض بنسبة أكبر». وكانت واردات اليابان من الخام الإيراني انخفضت إلى الصفر في تموز (يوليو) للمرة الأولى منذ العام 1981 وفق بيانات وزارة التجارة، بعد أن منعت العقوبات الأوروبية شركات التأمين من توفير تغطية للناقلات التي تنقل النفط من إيران. وأظهرت بيانات أن واردات الصين من النفط الخام من إيران تراجعت 31 في المئة في تشرين الثاني عن مستواها قبل عام ونزلت 6.3 في المئة عن الشهر السابق. وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك، أن الصين اشترت 1.76 مليون طن من الخام الإيراني في تشرين الثاني، أي ما يعادل نحو 427.7 ألف برميل يومياً مقارنة ب456.2 برميل يومياً في تشرين الأول. في السياق ذاته، أظهرت بيانات من مصادر تجارية، أن واردات الهند من النفط الإيراني تراجعت 17 في المئة في الأشهر الثمانية الأولى من سنة التعاقد، وانخفضت الواردات في تشرين الثاني (نوفمبر) 40 في المئة عن مستواها في الشهر السابق، إذ قلّصت «إيسار أويل» مشترياتها من طهران. وشرحت مصادر أن الهند تعتزم خفض وارداتها من إيران ما بين عشرة في المئة و15 في المئة في السنة المالية المقبلة، وقد تقلصها بنسبة أكبر إذا لم تخفض إيران الأسعار لتعويض الكلفة المرتفعة الناجمة عن العقوبات الغربية. وأظهرت بيانات أن الهند استوردت نحو 270 ألف برميل يومياً من إيران خلال الأشهر الثمانية حتى تشرين الثاني. وتفيد البيانات بأن الهند استوردت نحو 221 ألف برميل يومياً من طهران في تشرين الثاني بانخفاض 44 في المئة تقريباً عن الشهر ذاته من العام الماضي. النعيمي وأشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس إلى أنه راضٍ عن حال سوق النفط العالمية، مؤكداً وجود تكافؤ بين العرض والطلب. وقال لصحافيين في القاهرة قبل يوم من اجتماع لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك): «أتمنى أن يدع الجميع السوق وشأنها لأن السوق تعمل في شكل جيد». وأضاف: «المعروض كافٍ والطلب يكافئ العرض وإذا وجد فائض في المعروض فسيساعد المخزونات. هذا هو أفضل وقت للسوق». وانخفض مزيج «برنت» ليبلغ نحو 109 دولارات للبرميل بعد تعثر محادثات تهدف إلى تجنب أزمة في موازنة الولاياتالمتحدة، ما أذكى المخاوف حيال الطلب في أكبر مستهلك للنفط. وهبط «برنت» 1.02 دولار الى 109.18 دولار، قبل أن يتعافى ليسجل 109.25 دولار للبرميل تقريباً.