ظهرت أمس مؤشرات جديدة إلى دور روسي متعاظم في سورية على رغم سحب الرئيس فلاديمير بوتين الجزء الأكبر من القوات التي أرسلها لدعم الحكومة السورية في أيلول (سبتمبر) العام الماضي. وأفيد أن وفداً روسياً وصل إلى دمشق لإقرار اتفاق على بناء مدرسة روسية، فيما نظّمت القيادة العسكرية الروسية رحلة لصحافيين إلى مدينة القريتين في ريف حمص حيث تم توزيع مساعدات إنسانية روسية على السكان العائدين بعدما ساعدت طائرات روسية ومستشارون عسكريون روس القوات النظامية في طرد تنظيم «داعش» منها ومن مدينة تدمر القريبة منها خلال الأيام القليلة الماضية. وبالتزامن مع ذلك شهد ريف حلب الغربي والجنوبي أمس معارك عنيفة بين قوات النظام وحلفائه، من جهة، وبين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية، من جهة أخرى، وسط معلومات عن شن الأطراف الأخيرة هجوماً لاستعادة السيطرة على بلدة خان طومان المهمة. ويعكس هذا الهجوم فشلاً جديداً للقوات النظامية وحلفائها التي شنّت على مدى يومين هجمات تحت غطاء جوي كثيف بهدف استعادة السيطرة على بلدة العيس وتلتها والتي كانت «النصرة» وفصائل إسلامية قد سيطرت عليهما قبل أيام في عملية مفاجئة اعتبرها النظام نهاية ل «الهدنة» في ريف حلب. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أمس، إلى «اشتباكات عنيفة تدور بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدات خان طومان والزربة بريف حلب الغربي، وبمحيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، في محاولة من الفصائل التقدم في المنطقة، واستعادة السيطرة على خان طومان». في غضون ذلك، ذكرت «شبكة شام الإخبارية» المعارضة أن «روسيا تواصل زيادة وجودها في سورية من خلال افتتاح مجموعة من المشاريع غير العسكرية والمعنية بالشأن الاقتصادي والتعليمي لترسيخ وجودها وسيطرتها على المفاصل الحيوية» في البلاد. وأشارت إلى أن وفداً روسياً بدأ أمس زيارة لدمشق «لإتمام الإجراءات مع وزارة التعليم التابعة (لحكومة) الأسد لبناء مدرسة روسية». وتابعت أن «المدرسة الروسية تأتي في إطار مجموعة من المشاريع وعد السفير الروسي (ألكسندر كلينتشاك) بإنجازها وتتضمن أيضاً قرية اقتصادية في اللاذقية». وبحسب مصادر إعلامية روسية فإن المدرسة التي يتم التحضير لها ستقام من قبل جامعة «سينيرغيا» الروسية، علماً مجلس مدينة دمشق خصص أرضاً للمشروع بمساحة هكتار واحد في منطقة دمشق الجديدة، كما جاء في تصريحات للسفير كلينتشاك. ولفتت «شبكة شام» إلى أن وزارة التربية التابعة لحكومة الأسد بدأت تعليم اللغة الروسية منذ مطلع العام الدراسي 2015-2016، علماً أنها أعلنت في مطلع العام 2014 تدريس اللغة الروسية ضمن المناهج التعليمية، بحيث تصبح الروسية لغة اختيارية ثانية إلى جانب الفرنسية كلغة أجنبية يتعلمها الطالب. وعلى رغم سحب روسيا «الجزء الأكبر» من قواتها من سورية الشهر الماضي، إلا أنها احتفظت بقاعدتها الجوية في مطار حميميم قرب اللاذقية وبقاعدتها البحرية في طرطوس على الساحل السوري.