استأنف الطيران الروسي غاراته على ريف حلب شمال سورية دعماً للقوات النظامية في هجوم شنته أمس على أحد المناطق المهمة، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي أكراد وفصائل معارضة في أحد أحياء حلب. وتزامن تراجع «داعش» شمال حلب وقرب حدود تركيا، مع تعرضه أمس لانتكاسه في جنوب البلاد لدى خسارته بلدة استراتيجية في ريف درعا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومواقع إلكترونية معارضة بأن فصائل المعارضة سيطرت في شكل كامل على بلدة تسيل في ريف درعا الغربي «ذلك عقب اشتباكات عنيفة مع حركة المثنى الإسلامية ولواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «داعش»، ما يعني استعادة الفصائل المعارضة السيطرة على ثلاث بلدات بريف درعا الغربي، فيما لا تزال «حركة المثنى الإسلامية» و «لواء شهداء اليرموك» يسيطران على بلدات وقرى الشجرة وعين الذكر والشجرة والشبرق والمسريتيه وجملة وعادين وكويا ومعريه وبيت آره والقصير. من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «الفصائل الثورية المقاتلة ضيقت الخناق في شكل أكبر على تحالف «حركة المثنى- لواء شهداء اليرموك» بعد سيطرتها على بلدة استراتيجية جديدة في ريف درعا الغربي»، مشيرة إلى أن «الثوار أحكموا صباح اليوم قبضتهم على بلدة «تسيل» التي تبعد فقط 7 كلم عن مدينة نوى، بعد معارك عنيفة اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى». وتأتي هذه التطورات بعد أن سيطر الثوار أول من أمس على بلدتي عدوان وسحم الجولان، وهما من المعاقل الهامة لتحالف «حركة المثنى- لواء شهداء اليرموك» التابع للتنظيم. بدوره، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض: «شنّت كتائب الثوار متمثلة بفصائل جيش الفتح في الجنوب وفصائل الجبهة الجنوبية هجوماً عنيفاً على مواقع لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية في بلدة تسيل بعد سيطرة كتائب الثوار على بلدتي سحم الجولان وعدوان في ريف درعا الغربي وارتكاب مجزرة بحق مجموعة من مقاتلي الجيش الحر راح ضحيتها 19 مقاتلاً من الجيش الحر، فجاء الرد بشن هجوم معاكس ضد مواقع لواء شهداء اليرموك في بلدات سحم وعدوان وتسيل». وجاء التقدم ضد «داعش» في جنوب البلاد بالتزامن مع سيطرة فصائل معارضة على بلدة الراعي معقل «داعش» في ريف حلب قرب حدود تركيا، في تطور مهم أدى إلى قطع خط الإمداد عن التنظيم. وقال «المرصد» إن اشتباكات دارت «في جنوب بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، بين تنظيم «داعش» من طرف، والفرقة 55 والفرقة 51 والفرقة 99 ولواء الحمزة ولواء المعتصم وفرقة السلطان مراد وتجمع فاستقم كما أمرت وحركة أحرار الشام الإسلامية وكتائب الصفوة الإسلامية وفيلق الشام من طرف آخر، أيضاً قصفت جبهة النصرة والفصائل الإسلامية مناطق في قريتي باشمرة وباصوفان بريف ناحية عفرين». حندرات وعلى صعيد آخر، أكد «المرصد» إن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين الفصائل الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في محيط منطقة مقطع الشاهر على أطراف مخيم حندرات شمال حلب، وسط تقدم للأخير وسيطرته على نقاط بالمنطقة، ومعلومات عن تمكن لواء القدس الفلسطيني من أسر عدد من مقاتلي الفصائل». وأضاف بتنفيذ طائرات حربية سورية وروسية «أكثر من 60 ضربة جوية منذ ما بعد منتصف ليل أمس على أماكن في منطقة العيس ومحيطها وفي محيط بلدات خان طومان والزربة بالريف الجنوبي لحلب، ترافقت مع اشتباكات متفاوتة العنف، بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة. وقصفت طائرات حربية يرجح أنها روسية في شكل مكثف مناطق في بلدات العيس والأتارب وبلورية والشيخ أحمد ومنطقة الايكاردا. من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن القوات النظامية «شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الثوار في حندرات في حلب، وسيطرت على عدة معامل بمساندة من الطيران الحربي الروسي». وزادت أن القوات النظامية «بدأت بتمهيد مدفعي عنيف لحقه عدة غارات جوية على المنطقة في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن وقوع جرحى في صفوف الثوار والسيطرة على عدة معامل في محاولة لقطع طريق إمداد حلب الوحيد لكاستيلو. وأرسلت فصائل الثوار مؤشرات عسكرية للمنطقة لشن هجوم معاكس، واسترداد النقاط التي سيطرت عليها قوات الأسد». وترافقت الاشتباكات مع ضربات جوية روسية على مناطق الاشتباكات، في حين تجددت الاشتباكات في محيط حي الشيخ مقصود بمدينة حلب «بين حركة أحرار الشام الإسلامية والفرقة 16 وفرقة السلطان مراد ولواء الفتح والفرقة الشمالية وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم كما أمرت وحركة نور الدين زنكي وجيش الإسلام من طرف، ووحدات حماية الشعب الكردي من طرف آخر»، بحسب «المرصد». وقال: «ارتفع إلى 7 مواطنين بينهم أطفال ومواطنات عدد الشهداء الذين قضوا أمس جراء قصف للفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق في حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي بمدينة حلب، وعدد الشهداء لا يزال مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة». وتابع انه تلقى بياناً من قيادة «جيش الإسلام» في غوطة دمشق، تضمن الإشارة إلى تصديه ل «محاولات ميليشيا الاتحاد الديموقراطي الكردية السيطرة على حي الشيخ مقصود وطريق الكاستيلو في حلب، وذلك سعياً منهم لإطباق الحصار على المدينة، وخلال هذه المواجهات قام أحد القادة الميدانيين في جيش الإسلام في حلب، باستخدام أسلحة غير مصرح له باستخدامها في هذا النوع من المواجهات، الأمر الذي يعد مخالفة للوائح الجيش الداخلية، فتمت إحالته إلى القضاء العسكري التابع للجيش، لينال العقوبة المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية المعمول به ضمن جيش الإسلام». ويشهد حي الشيخ مقصود في مدينة حلب منذ أيام «معارك عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محاولة من الفصائل التقدم في المنطقة واقتحام الحي، وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من قبل الفصائل على الحي ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 130 شخصاً، فيما اتهم نشطاء كرد ومقاتلون، الفصائل باستهداف حي الشيخ مقصود بقذائف تحمل غازات، ما أسفر عن إصابات»، بحسب «المرصد». وفي الجنوب، قال «المرصد»: «تعرضت مناطق في تل دكوة وأطرافها الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف دمشقالجنوبي الشرقي، لقصف جوي»، لافتاً إلى «معارك في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ومعلومات عن خسائر بشرية». كما دارت «اشتباكات عنيفة بين تنظيم «داعش» من جهة، وجبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في القلمون الشرقي، وسط تقدم للأخير ومعلومات أولية عن سيطرته على الجبل الشرقي من المنطقة». الأكراد في الشرق، استمرت الاشتباكات في محور حي الصناعة بمدينة دير الزور ومحور البغيلية عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، وسط قصف جوي على مناطق الاشتباكات، في وقت دارت مواجهات بين الطرفين في محيط مطار دير الزور العسكري، بحسب «المرصد». وأضاف: «قصفت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في قريى تل جابر، حيث استهدفت بإحداها سيارة، واستشهد نتيجة القصف رجلان اثنان، ينحدران من ريف الحسكة الجنوبي». إلى ذلك، قال موقع «كلنا شركاء» أن يوم أمس «انتهت المهلة التي أعطتها وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي لمحافظ الحسكة محمد زعال العل بمغادرة المحافظة وذلك بعد التصريحات التي أطلقها المحافظ عن العلاقة بين النظام وحزب الاتحاد الديموقراطي في لقاء مع التلفزيون الرسمي، من أن النظام قام بتسليم المناطق في الجزيرة للحزب ودعمهم بالسلاح، لكن الحزب بات يتجاوز صلاحياته ورفض فكرة الفيديرالية التي طرحها الحزب». وتابع: «بعد ذلك قام الحزب بإنذار محافظ الحسكة محمد زعال بضرورة مغادرة المحافظة، وعلى أثرها عزز الطرفان من وجود قواتهما وبخاصة في المربع الأمني وما حولها» ذلك أن «وحدات حماية الشعب» الكردي تتقاسم مع القوات النظامية السيطرة على الحسكة شمال شرقي سورية.