تستعد قوات مشتركة من الجيش العراقي ومكافحة الإرهاب ومقاتلي العشائر، لاقتحام قضاء هيت غرب الرمادي، بعد إطباق الحصار عليها وتحرير بلدة كبيسة، فيما تتواصل المناشدات لإنهاء الأزمة الإنسانية داخل الفلوجة، ولكن معركة تحريرها مؤجلة في انتظار تسويات سياسية واستعدادات عسكرية غير تقليدية. ويشن «داعش» منذ يومين هجمات متفرقة في مناطق غرب الأنبار في محاولة لجر الجيش إلى معارك جانبية، بعيداً من قضاء هيت، الذي يعتبر مفتاحاً أساسياً للسيطرة على مدن غرب الرمادي، وسيفضي تحريره إلى فك الحصار المفروض على مدينتي حديثة والبغدادي. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي في تصريح إلى «الحياة»، إن «القوات الأمنية أكملت استعداداتها لاقتحام قضاء هيت»، وشدد على ضرورة وضع «خطة محكمة تسهل عملية التحرير خلال وقت قصير». وأوضح أن «موقع هيت استراتيجي، وهي في قلب الأنبار، وتحريرها سيفضي الى انتصارات أخرى في غرب الأنبار، أبرزها السيطرة على الطريق إلى الرمادي والبغدادي وحديثة وفك الحصار عن الأخيرتين، وإجبار التنظيم على الانسحاب إلى الحدود مع سورية». واستبعد العيساوي «تكرار سيناريو الرمادي في هيت، من حيث طول المعركة والدمار الذي حصل»، وقال إن «داعش لن يقاوم كثيراً وستفرّ غالبيته عناصره، كما حصل في كبيسة قبل أيام من دون مشاكل كبيرة». ويسيطر «داعش» على مدن الفلوجة وهيت وعانة وراوة والرطبة والقائم، بينما تسيطر القوات النظامية على الرمادي وحديثة، ويسعى التنظيم عبر هجمات انتحارية إلى تحجيم التقدم الذي يحققه الجيش في الأنبار منذ أسابيع. الى ذلك، تتواصل المناشدات المحلية لإنهاء الأزمة الإنسانية لسكان الفلوجة مع تشديد الحصار المفروض عليها، حيث يخوض الجيش معارك منذ شهور للسيطرة على ضواحيها الشمالية والشرقية المحاذية لبغداد. ولفت العيساوي إلى أن «فتح ممرات آمنة للسكان غير مجد، لأن داعش يمنع خروج السكان ويعرض المخالفين للقتل»، وأكد أن «الحل في تحرير المدينة وإنهاء أزمة آلاف العائلات. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في بيان أمس، إن «مجلس المحافظة لمس من الحكومة المركزية عدم الجدية في تحرير الفلوجة، وإنقاذ المدنيين من الموت». ودعا رئيس ائتلاف «الوطنية» بزعامة إياد علاوي أمس، إلى «التحرك العاجل لرفع المعاناة عمن تبقى من أبناء هذه المدينة العراقية، والإسراع في تحريره أو فتح الممرات الآمنة لخروج المدنيين وإغاثة المنكوبين منهم». وناشد علاوي «المجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي دعم أبناء هذه المنطقة»، وطالب «بمساعدة عشرات الآلاف من الأسر المنكوبة». وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أمس عودة 6515 عائلة نازحة إلى مناطقها في الأنبار، وأوضحت في بيان أمس، أن «منطقتي الكرمة والجزيرة تصدرت عودة الأسر، إذ بلغ عدد العائدين 3600 عائلة». وأضافت أن «2515 عائلة عادت الى منطقتي القرية العصرية والزنكورة، كما عادت 200 عائلة إلى جويبة في الرمادي، ومثلها في منطقة الصديقية»، ولفتت إلى أن «حالات النزوح وعودة العائلات في الأنبار متغيرة طبقاً للظروف الأمنية وعمليات تحرير المناطق».