حملت قوى عراقية سنية الحكومة العراقية والحشد الشعبي مسؤولية بقاء قضاء الفلوجة بيد تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدة أن حكومة بغداد ومعها الحشد الشيعي لا يملكان نوايا جادة لتحرير الفلوجة وإنقاذ الأهالي، معتبرة أن «داعش» تسيطر عليها من الداخل فيما الحشد يحاصرها من الخارج الأمر الذي أدى لحدوث مجاعة تهدد السكان بالموت بسبب الجوع بعد نفاد الغذاء والدواء. وانتقدت بشدة الحكومة العراقية وسياسات وزارة الدفاع وتقاعسهم في تحرير الفلوجة قبل البدء والشروع بتحرير نينوى لأسباب أهمها قربها من العاصمة بغداد وهي محاصرة منذ أواخر 2003 ما جعلها تفتقر لأبسط مقومات الحياة، داعية إلى التحرك العاجل لرفع المعاناة عمن تبقى من أبناء هذه المدينة. من جهته، أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي وجود أكثر من 10 آلاف مدني داخل الفلوجة كبرى مدن المحافظة، لافتا إلى أن «الحصار» المفروض على المدينة خلف مجاعة كبيرة هتكت بالمدنيين. وقال العيساوي ل «عكاظ» إن «أكثر من عشرة آلاف مدني من الفلوجة يواجهون المجاعة بسبب الحصار المفروض على المدينة وأسرهم من قبل داعش»، مبينا أن «الحكومة المحلية تعمل على إيجاد حلول لإنقاذ آلاف المدنيين من خلال فتح ممرات آمنة لخروجهم من الفلوجة. وناشد المجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ب «الوقوف دعما وتضامنا مع أبناء هذه المنطقة»، مطالباً إياها ب«مساعدة عشرات الآلاف من الأسر المنكوبة من النازحين والمهجرين في مناطق العمليات العسكرية وتقديم الإغاثات العاجلة لهم والتسريع بإعادتهم إلى ديارهم». وأوضح على أن آلاف الأسر من أهالي الفلوجة الصامدة تعاني من أوضاع إنسانية مفزعة بسبب ارتهانها في قبضة عصابات داعش الإرهابي منذ سنوات مبينا أن المدينة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء وخدمات وتفشي الأمراض الفتاكة وفقا لتقارير المنظمات الدولية والسكان المحاصرين من داخل المدينة. وأضاف العيساوي، إن «الحصار المفروض على الفلوجة قلل من هجمات داعش باتجاه المناطق المحيطة بالمدينة لكنه خلف مجاعة كبيرة هتكت بالمدنيين، لافتا إلى أن «العمليات العسكرية في محور شرق الرمادي بطيئة بسبب عبوات داعش ونحتاج إلى تدخل جهاز مكافحة الإرهاب لحسم المعارك في الجزء الشرقي من الرمادي». وتابع يقول لانريد أن تتكرر مشاهد دمار الرمادي في الفلوجة ونعمل مع القوات الأمنية لتحرير المدينة بأقل الخسائر، مؤكدا أن بقاء «داعش» الإرهابية في محور شرق الرمادي بسبب تأخير العمليات العسكرية يشكل خطرا كبيرا على الأحياء المحررة في الرمادي. وتتعرض الحكومة العراقية لانتقادات كبيرة بسبب صمتها على أوضاع الفلوجة وإغلاق أبواب العاصمة في وجه من يهرب من جحيم «داعش» ومنعهم من الدخول إلى بغداد الأمر الذي دعا لجنة التنسيق العليا إلى دعوة حيدر العبادي إلى «غسل العار» التي لحق بالحكومة بسبب الأوضاع في الفلوجة.