كابول، سنغافورة - أ ف ب، رويترز - امر الرئيس الافغاني حميد كارزاي أمس، بإنشاء لجنة تكلف مهمة درس ملفات الافغان المعتقلين بلا أدلة، بموجب اقتراح قدمه في اجتماع المجلس القبلي (جيرغا) الذي انعقد هذا الاسبوع لبحث المصالحة مع الجماعات المتشددة. وأوضحت الرئاسة الافغانية ان «الرئيس امر بمراجعة ملفات المعتقلين لتحديد علاقاتهم مع المعارضة المسلحة، وذلك تنفيذاً للمادة الثامنة من القرار الذي اعتمد في الجيركا، والتي تنص على الافراج فوراً عن المعتقلين استناداً الى معلومات غير صحيحة». وستضم اللجنة التي يرأسها وزير العدل اعضاء في المحكمة العليا ولجنة المصالحة والنيابة العامة ومستشارين قانونيين للرئيس كارزاي، فيما لم تحدد الرئاسة اذا كان المرسوم يشمل سجن قاعدة باغرام العسكرية التابعة للحلف الاطلسي (ناتو) ويخضع لاشراف الاميركيين، حيث يحتجز 800 افغاني. وما زال السجن الذي يجري تسليمه الى السلطات الافغانية يخضع لاشراف الاميركيين. في غضون ذلك، اعلن نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف ان بلاده تقدم استشارات للقادة الاميركيين حول افغانستان، لكنها «لن ترسل ابداً» قوات مجدداً الى هذا البلد. وكان الاحتلال السوفياتي لافغانستان بين عامي 1979 و1989 ادى الى سقوط 13 الف قتيل، وساهم في انهيار الاتحاد السوفياتي. وقال ايفانوف خلال جلسة مع مندوبين على هامش مؤتمر «شانغريلا» السنوي للامن الاقليمي المنعقد في سنغافورة: «ستحطم قوات الاطلسي العام المقبل الرقم القياسي لفترة الانتشار السوفياتي السابق في افغانستان». ورفض التعليق على التكتيك الاميركي المعتمد في افغانستان، لكنه دعا الى بذل جهود اكبر لتحسين البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية من اجل دعم العمل العسكري ضد المتمردين. وقال: «لا استطيع تقديم استشارات خصوصاً علناً، علماً ان روسيا تقدم اشكالاً مختلفة من الدعم للحلف الاطلسي، بينها الدعم اللوجستي والنقل والاستخبارات». وصرح وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس اول من أمس بأن «القوات الأفغانية تحتاج الى مزيد من المدربين، ولن ينسحب جنودنا إلا حين ينجزون مهمتهم». ميدانياً، أصيب جنديان اسبانيان بجروح طفيفة في هجوم شنه المتمردون خلال تنفيذهما دورية في شمال غربي افغانستان. وتنشر اسبانيا 1270 جندياً في افغانستان غالبيتهم غرب البلاد. وقتل 90 منهم منذ عام 2002، بينهم 8 في هجمات والآخرون في حوادث. الى ذلك، قبل الرئيس كارزاي استقالة وزير الداخلية حنيف اتمار ومدير اجهزة الاستخبارات عمر الله صالح التي جاءت بعد الهجمات التي نفذتها «طالبان» واستهدفت افتتاح اعمال «الجيركا» الاربعاء الماضي. ونفذ المتمردون الذين حملوا متفجرات وقاذفة صواريخ واسلحة خفيفة عمليتهم لدى القاء الرئيس الافغاني كلمة الافتتاح، من دون ان ينجحوا في تعطيل الاجتماع.