شنت طائرات التحالف الدولي أمس غارات مكثفة ومركزة على مواقع «داعش» في الموصل وأطرافها، بينها نفق يستخدم لنقل السيارات المفخخة وغاز الكلور في المحور الجنوبي، وأعلن قتل وزير إعلام التنظيم خلال غارة على سط المدينة. وأخفق الجيش العراقي في السيطرة على قرية النصر ذات الموقع الإستراتيجي في إطار المرحلة الثانية من عملية تستهدف استعادة السيطرة على المناطق الجنوبية من محافظة نينوى، حيث استخدم التنظيم هجمات انتحارية لوقف تقدمه. وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» إن «طائرات التحالف الدولي شنت اليوم (أمس) غارات مكثفة على مواقع داعش في الموصل وأطرافها، حيث دمرت مبنى البلدية، وأربعة معامل لصنع القنابل وتفخيخ السيارات في مناطق الصناعة والكرامة ووادي عكاب، وفي الجانب الأيسر من المدينة تم تدمير مركز الدندان الذي يستخدمه التنظيم معسكراً للتدريب إلى جانب كلية الإمام الأعظم، وكلية نينوى في حي الجوزق، ومقار في حي المهندسين ومنطقة الغابات وحي الشفاء، كما استهدفت ناحية برطلة في سهل نينوى (شرق الموصل)، وأهدافاً عدة في قرية الرمانة التابعة لناحية القيارة (جنوباً) «. وأوضح سورجي أن «قيادياً في داعش يدعى أبو يمامه الحديدي قتل، اضافة الى مصرع وأصابة نحو 32 آخرين من عناصره»، وبيّن أن «دائرة الطب العدلي في الموصل اكتظت بجثث قتلى التنظيم بينهم العديد من عناصره الأجانب نتيجة عمليات القصف، ما دعا مسؤولي الدائرة إلى نقل الجثث وتوزيعها على عدد من مساجد الموصل». وكشف أن «داعش أعدم 10 من قادته العسكريين بتهمة الفرار من المعارك في محور مخمور وجنوب الموصل، ونفذ عملية الإعدام في منطقة باب الطوب أمام أنظار السكان». وعن عدد الضحايا المدنيين نتيجة عمليات القصف قال: «سقط مدنيون في الموصل نتيجة قرب منازلهم من مقرات داعش على جانبي المدينة الأيمن والأيسر ولا نملك إحصائية دقيقة ، ولكن منذ أن شن الجيش العراقي المرحلة الثانية من عملياته في جنوب الموصل في 24 الشهر الماضي، بدأ التحالف الدولي ينفذ هجمات يومية مركزة ومكثفة، وتفيد المعلومات بسقوط نحو 11 قتيلاً وجرح 19 آخرين من المدنيين». وأعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى في بيان أمس أن «طيران التحالف الدولي قصف نفقاً بطول 2 كلم يستخدمه «داعش لنقل السيارات المفخخة وغاز الكلور، ما أدى إلى قتل 40 إرهابياً»، وأشارت الى أن «قصفاً آخر طاول هدفاً في قرية مهانة، جنوب الموصل، أسفر عن قتل 35 إرهابياً بينهم 12 يحملون جنسيات عربية». وأكد الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» أن «وزير الإعلام في تنظيم داعش المدعو عبد القادر قتل مع زوجته وخمسة من أفراد حمايته قرب مستشفى السلام في حي الوحدة وسط الموصل»، وأضاف أن «32 من مواطني الموصل توفوا نتيجة تلوث المياه والنقص الحاد في الأدوية». وأفاد قادمون إلى أربيل من الموصل بأن «العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة القصف الجوي، خصوصاً في حي المجموعة، وقرية الحاجي علي قرب قضاء مخمور». إلى ذلك، ذكرت «شبكة إعلاميو نينوى» أمس أن «عناصر الحسبة المسؤولة عن تنفيذ قرارات وتشريعات داعش في الموصل كثفوا حملاتهم لتوزيع المنشورات والملصقات في شوارع وأسواق المدينة تلزم السكان تحطيم أطباق أجهزة استقبال القنوات الفضائية، ونفذوا حملة على المنازل شرق المدينة لمصادرة الأجهزة وتحطيمها، في إطار محاولة التنظيم عزل السكان عن العالم الخارجي».