أعلن متعاملون في السوق الموازية في أماكن مختلفة من القاهرة الكبرى، أن الجنيه واصل مساره النزولي الحاد ليصل إلى ما بين 10.15 و10.20 جنيه للدولار أمس، وسط طلب قوي على شراء العملة الأميركية. وكان البنك المركزي خفض قيمة الجنيه إلى 8.85 جنيه للدولار من 7.73 جنيه في 14 آذار (مارس) الماضي، وأعلن أنه سيتبنى سعر صرف أكثر مرونة. ورفع المركزي لاحقاً سعر الجنيه قليلاً إلى 8.78 جنيه للدولار، ولكن خبراء يقولون إن الجنيه مازال مبالغاً في قيمته. ولم تنجح بعد خطوات المركزي سواء في خفض العملة أو العروض الاستثنائية أو إغلاق شركات الصرافة، في القضاء على السوق السوداء أو حتى تخفيف حدة هبوط الجنيه فيها. وقال بعضهم إنهم باعوا الدولار بسعر 10.20 جنيه، بينما قال آخرون إنهم باعوا بأسعار بين 10.15 و 10.18 جنيه. وأغلق «المركزي» خلال شباط (فبراير) وآذار الماضيين 5 شركات صرافة بشكل نهائي لتلاعبها في الأسعار. وهبط الجنيه أول من أمس في السوق السوداء إلى متوسط 10.10 جنيه للدولار، وسط شائعات باتجاه «المركزي» لخفض جديد للعملة في مزاد أول من أمس، وهو ما لم يحدث. ويسمح البنك رسمياً لمكاتب الصرافة ببيع الدولار بفارق 15 قرشاً فوق سعر البيع الرسمي أو دونه، ولكن من المعروف أن مكاتب الصرافة تطلب سعراً أعلى للدولار عندما يكون شحيحاً. وقال متعامل في السوق الموازية: «الأسعار ارتفعت بشدة. نبيع اليوم ب10.20 جنيه ونشتري ب10.15 جنيه. ونفذنا أكثر من طلب على كميات بين 50 و100 ألف دولار لتجار حديد وقمح». وقال محافظ «المركزي» طارق عامر في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي: «لا توجد أزمة عملة في مصر، بل أزمة إدارة في سوق العملة. ولدينا خطط بديلة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتنظيم السوق». إلى ذلك، نزل الدولار عن 110 ين للمرة الأولى في 17 شهراً، ما يعزى إلى مخاوف متعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي، بينما انخفض اليورو أمام الدولار بفعل بيانات اقتصادية أوروبية. وواصل الدولار خسائره أمام الين لتصل نسبتها إلى 8.2 في المئة منذ مطلع السنة، بينما تجد العملة اليابانية دعماً في هبوط أسعار الأسهم لتعزز موجة الصعود التي شهدتها في الفترة الأخيرة. وانخفض الدولار أكثر من 1 في المئة أمام الين ليبلغ 109.98 ين، مسجلاً أدنى مستوياته منذ أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2014. وقلص الدولار خسائره أمام الين في وقت لاحق خلال التعاملات الأميركية وسجل انخفاضاً نسبته 0.81 في المئة ليصل إلى 110.41 ين. وتراجعت العملة الأميركية أمام نظيرتها اليابانية في الجلسات الأخيرة عقب تصريحات تميل الى التيسير أدلت بها رئيسة مجلس الاحتياط الفيديرالي جانيت يلين الأسبوع الماضي، اعتبرها متعاملون إشارة إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ من المتوقع خلال العام الحالي. وبلغ اليورو أدنى مستوياته في الجلسة أمام الدولار عند 1.1337 دولار، منخفضاً من أعلى مستوياته في خمسة أشهر ونصف شهر الذي لامسه نهاية الأسبوع الماضي عند 1.1437 دولار، قبل أن يعوض بعض خسائره. وسجل تراجعاً طفيفاً أمام الدولار ليبلغ 1.1381 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.15 في المئة إلى 94.655. وتراجع سعر الذهب 1 في المئة أمس، إذ أدى انتعاش الأسهم والدولار إلى بيع لجني أرباح بعد موجة صعود أول من أمس، ولكن حركة السعر اتسمت بالضعف مع انتظار المتعاملين لوقائع أحدث اجتماع لمجلس الاحتياط الفيديرالي. وتراجع السعر الفوري للذهب 1 في المئة إلى 1218.86 دولار للأونصة.