ارتفع الدولار أمس إلى أعلى مستوياته في أسبوع أمام سلة من العملات الرئيسة، مدعوماً بتصريحات من مسؤولين في مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي تنبئ بتشديد السياسة النقدية وزيادة الطلب على الأصول التي تعد ملاذاً آمناً، بعد الهجمات الإرهابية في العاصمة البلجيكية بروكسيل أول من أمس. وزادت التقلبات في سعر الجنيه الإسترليني، في وقت يستعد المستثمرون لمزيد من الاضطرابات في العملة قبل ثلاثة أشهر من إجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وهبط اليورو بعد الهجمات وواصل تراجعه أمس، مسجلاً أدنى مستوياته في أسبوع عند 1.1179 دولار، بسبب صعود الدولار على نطاق واسع بعد تصريحات تدعم زيادة أسعار الفائدة من رئيسي فرعي مجلس الاحتياط في فيلادلفيا وشيكاغو باتريك هاركر وتشارلز إيفانز. وارتفع مؤشر الدولار نحو 0.3 في المئة إلى 95.980، كما ارتفع الدولار 0.2 في المئة إلى 112.60 ين. إلى ذلك، هبط الجنيه المصري أمس بين 40 و50 قرشاً أمام الدولار في تعاملات السوق السوداء، مواصلاً الاقتراب من مستوى 10 جنيهات، وسط طلب متزايد على العملة الأميركية. وصرح متعاملون في السوق السوداء الى وكالة «رويترز» بأن عمليات تداول جرت أمس بسعر 9.85 جنيه، وبسعر 9.90 جنيه للمرة الأولى في تاريخ العملة المحلية، مقارنة ب9.40 جنيه الأسبوع الماضي و9.70 جنيه أول من أمس. ويبلغ السعر الرسمي الجديد للجنيه في التعاملات بين المصارف 8.78 جنيه، بينما يشتري الأفراد الدولار من المصارف ب8.88 جنيه. وقال متعاملون في السوق الموازية من مناطق جغرافية مختلفة في القاهرة الكبرى في تصريح الى «رويترز» أن «سعر البيع أمس بدأ عند 9.80 جنيه، ووصل إلى 9.90 جنيه». وقال أحد المتعاملين: «لا أحد يعلم ماذا يحدث منذ الليلة الماضية، السعر يزيد باستمرار وسط طلب شديد، في مقابل معروض أقل من الدولار». وقال أحد المستوردين: «هناك الكثير من التخبط، صباح أول من أمس حصلت على سعر 9.60 جنيه للدولار، ولكن بعد ساعة عندما أردت أن أمضي قدماً في عملية البيع رفع السعر إلى 9.65 للدولار، واضطررت إلى الشراء». وبلغ حجم ما اشتراه 20 ألف دولار، مؤكداً أنه حصل ظهر أمس على سعر 9.85 جنيه للدولار. وسحبت السوق السوداء للدولار السيولة من النظام المصرفي وفرضت ضغوطاً على الاحتياطات الأجنبية للبلاد، بينما واصل البنك المركزي الإبقاء على الجنيه قوياً في شكل مصطنع. وخفض الأسبوع الماضي قيمة العملة إلى 8.85 جنيه للدولار من 7.7301، ولكنه رفعها قليلاً أمس إلى 8.78 للدولار مع تبنيه ما يصفها بسياسة أكثر مرونة لسعر الصرف. وقال الخبير في شركة «بلتون المالية» هاني جنينة: «ما يحدث في السوق الموازية طبيعي جداً في ظل غياب وصول أي تدفقات نقدية جديدة بعد اتباع المركزي سياسة أكثر مرونة في العملة الأسبوع الماضي». إلى ذلك هبط الذهب في التعاملات الفورية أكثر من 2 في المئة ليصل إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع أمس، متأثراً بقوة الدولار بعد تعليقات تنبئ بتشديد السياسة النقدية من مسؤولين في مجلس الاحتياط الفيديرالي. وارتفع الذهب 1.2 في المئة في الجلسة السابقة مع سعي المستثمرين إلى أصول «الملاذ الآمن» بعد التفجيرات في بروكسيل، ولكنه فقد مكاسبه لاحقاً. وانخفض السعر الفوري للذهب 2.3 في المئة ليسجل أدنى مستوياته منذ 29 شباط (فبراير) عند 1219.70 دولار للأونصة في التداول المبكر، وهبط 2.2 في المئة إلى 1221 دولاراً في وقت لاحق. وتراجع سعر الذهب في العقود الأميركية 2.2 في المئة إلى 1221 دولاراً، كما تراجع السعر الفوري للفضة 3.2 في المئة إلى 15.4 دولار، والبلاتين 2.4 في المئة إلى 964.9 دولار، والبلاديوم 3 في المئة إلى 586.5 دولار. إلى ذلك، أظهرت بيانات أن فنزويلا صدرت ذهباً قيمته نحو 443 مليون فرنك سويسري (456 مليون دولار) إلى سويسرا في شباط (فبراير) الماضي، مع تنفيذها مقايضات للحصول على سيولة نقدية وسط أزمة اقتصادية حادة. ولم تتكشف على الفور تفاصيل في شأن البيانات التي نشرها مكتب الجمارك السويسري، على رغم أن رئيس البنك المركزي الفنزويلي نيلسون ميرينتس أكد لوكالة «رويترز» الشهر الماضي أن البنك نفذ مقايضات للذهب. وقال: «هذا شيء عادي، فكل المصارف المركزية تفعل ذلك»، مضيفاً أن «العمليات لها إطار زمني من ثلاث إلى أربع سنوات ونفذت مع مصارف عدة لم يذكر أسماءها. وتابع: «في إطار استراتيجيتنا قرر مجلس المديرين في البنك المركزي تنفيذ مقايضات للذهب». ويعاني البلد العضو في منظمة «أوبك» ركوداً حاداً وتضخماً يزيد على 100 في المئة ونقصاً مزمناً في السلع الأساس.