منعت روسيا صدور تقرير سري وضعه خبراء في الاممالمتحدة ويظهر ان ميليشيات موالية للخرطوم في اقليم دارفور (غرب السودان) تجني ملايين الدولارات سنويا من عائدات استثمار مناجم الذهب بصورة غير قانونية. وهذا التقرير السنوي الذي وضعته مجموعة خبراء احيل في كانون الاول (ديسمبر) الى لجنة العقوبات في الاممالمتحدة ولكنه لم ينشر بسبب اعتراض روسيا التي تدعم حكومة الخرطوم. وقال مساعد المندوب الروسي في الاممالمتحدة بيتر الييتشيف "لا نريده ان ينشر لاننا نقول منذ البداية ان الخبراء لا يتصرفون كما ينبغي". وبحسب موسكو فان التفويض الممنوح للخبراء لا يشمل "الموارد الطبيعية". وفي تقريرهم يؤكد الخبراء ان مناجم الذهب البدائية في "جبل امير" تسيطر عليها ميليشيات يتزعمها "شيخ موسى هلال" وموالية لحكومة الخرطوم في نزاعها ضد المتمردين. وشيخ موسى هلال تتهمه الاممالمتحدة بارتكاب فظائع وهو لهذا السبب مدرج منذ 2006 على احدى قوائمها السوداء ويخضع لعقوبات دولية. ويؤكد التقرير انه "من شبه المؤكد" ان هذه المناجم تدر على هذه الميليشيات ما لا يقل عن 54 مليون دولار سنويا. ويضيف ان "قسما كبيرا" من هذا الذهب يرسل بالطائرة الى الخرطوم ويصدر بطريقة غير قانونية على رغم العقوبات الدولية المفروضة على الخرطوم. ومن المقرر ان يبحث مجلس الامن اليوم (الاربعاء) الوضع في دارفور. من جهة ثانية، أكد مراقبون لعقوبات الأممالمتحدة في أحدث تقاريرهم وجود ذخائر عنقودية في الآونة الأخيرة بإقليم دارفور الذي يمزقه الصراع في السودان في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأممالمتحدة في حين حصلت جماعات متمردة على أموال من تعدين الذهب بشكل غير المشروع. وقال فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن دارفور إن لديه أدلة على أن القوات الجوية السودانية لديها قنابل عنقودية من طراز آر.بي.كيه-500 في منطقة لتحميل الأسلحة بقاعدة عمليات في نيالا. وقال الفريق في تقريره "على الرغم من أن السودان ليس من الدول الموقعة على اتفاقية الذخائر العنقودية فقد نفى في السابق حيازة أو استخدام القنابل العنقودية." وتنفجر الذخائر العنقودية في الهواء وتتناثر إلى "قنابل" أصغر على مساحة واسعة وتنفجر عند المرور عليها أو التقاطها. وتدعم رؤية الفريق للذخائر العنقودية نتائج توصل إليها مركز مكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة والتي أفادت بأن القوات الجوية السودانية استخدمت قنابل عنقودية من طراز آر.بي.كيه-500.