تمكنت فصائل سورية معارضة أمس، من توسيع نطاق سيطرتها على شريط بطول 10 كلم من الحدود مع تركيا، بعدما طردت تنظيم «داعش» من سلسلة من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرته في ريف حلب الشمالي، ما يضيّق الخناق أكثر على هذا التنظيم المتشدد الذي يواجه المعارضة من الغرب والأكراد من الشرق والقوات النظامية السورية من الجنوب، في حين يواجه شمالاً قوات الجيش التركي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «معارك متفاوتة العنف» استمرت نهار أمس على محاور عدة في ريف حلب الشمالي بين «لواء المعتصم» و «لواء الحمزة» و «فرقة السلطان مراد» و «صقور الجبل» و «فيلق الشام» والفرقتين 99 و 55 وفصائل أخرى من جهة، وبين تنظيم «داعش» من جهة أخرى، «في محاولة للفصائل توسيع نطاق سيطرتها والوصول إلى أحد أهم معاقل التنظيم في الريف الشمالي لحلب، وهي بلدة الراعي الحدودية مع تركيا». وأضاف أن تقدم فصائل المعارضة نحو الراعي يأتي بعد تمكنها «من السيطرة على نحو 10 كلم من الشريط الحدودي لريف حلب الشمالي مع تركيا»، وتابع: «تأتي هذه الاشتباكات والسيطرة بعد معارك كر وفر وسيطرة متبادلة، خَلُصَت منذ نحو أسبوعين وحتى الآن إلى تثبيت الفصائل لنقاط سيطرتها في بلدة دوديان وقرى خلفتلي وغزل وقره مزرعة وقنطرة وطاط حمص وجكة ويني يبان وبغيدين وتل شعير ومزارع وتجمعات سكنية أخرى عدّة في المنطقة»، علماً أن «داعش» لجأ مراراً لوقف تقدم معارضيه إلى تفجير عربات مفخخة. أما في ريف حلب الجنوبي، فقد أشار المرصد إلى اشتباكات تدور منذ ليلة الأحد - الاثنين «بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، في محاولة من قوات النظام استعادة السيطرة على البلدة التي خسرتها منذ يومين»، وترافقت الاشتباكات مع قصف طائرات حربية على مناطق المواجهات. وفي محافظة حماة (وسط)، أفادت «الدرر الشامية» المعارضة بأن «جبهة النصرة» نفّذت «عملية مباغتة» استهدفت مقر قيادة القوات النظامية في قرية خنيفس في منطقة السلمية في ريف حماة، مضيفةً أن عناصر الجبهة تسللوا إلى مقر قيادة قوات الدفاع الوطني وقتلوا «قتل جميع عناصر المقر ... قبل الانسحاب». واعتبرت «الدرر» أن العملية تُشكّل «ضربة قوية» للنظام كون «النصرة» تمكنت «من خرق دفاعاته والوصول إلى منطقة من المفروض أن تكون حصينة ومحمية بشكل كلي». ولفتت إلى أن منطقة خنيفس تُعتبر «المفتاح باتجاه مناطق ريفي حماة وحمص الشرقي، كما أنها تحتوي على مناجم فوسفات وتعتبر نقطة تلاق بين ريفي حماة وحمص». وفي شرق البلاد، ذكر المرصد أن معارك عنيفة تدور منذ فجر الإثنين بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري، إثر هجوم شنّه التنظيم على المنطقة وبدأه بتفجير عربة مفخخة استهدفت قوات النظام في أطراف المطار، مضيفاً أن التنظيم استهدف أيضاً تمركزات القوات الحكومية في منطقة فندق فرات الشام فيما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة البغيلية في القسم الشمالي الغربي لمدينة دير الزور، ومعارك أخرى في حي الصناعة في المدينة. وأوردت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» أن التنظيم حقق تقدماً على جبهة المطار، وتحديداً في قرية الجفرة المجاورة للمطار العسكري. وفي اللاذقية على الساحل السوري، تحدث المرصد عن سماع دوي انفجار واحد على الأقل في منطقة الزقاقنية في أطراف مدينة اللاذقية، مشيراً إلى أن سيارات إسعاف توجّهت إلى المنطقة.