حذّر المنسّق العام ل «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب من انهيار اتفاق «وقف العمليات القتالية» بسبب انتهاكات قوات النظام وآخرها المجزرة التي ارتكبها الطيران في بلدة دير العصافير في غوطة دمشق، داعياً مجلس الأمن إلى «التدخل الفوري لفرض احترام قراراته». وجاء في رسالة وجهها حجاب إلى مجلس الأمن واطلعت «الحياة» على نصها، أن اتفاق «وقف العمليات القتالية» دخل يومه ال35 والنظام «لا يزال يمارس رعونته وقتله الممنهج للشعب بدم بارد ودعم ومساندة فعلية من مرتزقة روسيا وإيران والعراق وحزب الله وغيرها من الميليشيات الطائفية التي استقدمها للمشاركة في حفلة الجنون التي يمارسها بحق الشعب». وأرفق حجاب رسالته ب «المعلومات الأولية عن المجزرة التي ارتكبتها قوات نظام (الرئيس بشار) الأسد المجرمة الخميس بحق المدنيين في بلدة دير العصافير وراح ضحيتها 33 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، ولا يزال أكثر من 60 مصاباً في بعض المستشفيات الميدانية، وكثير منهم في حالة خطرة». وتابع: «قلنا الكثير وهناك الكثير يجب أن يُقال، لكننا نرى أن أهم ما يجب أن يقال في هذه اللحظة الحاسمة أن اتفاق وقف العمليات العدائية يوشك على أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويصبح في حكم المنتهي، وانفجار الوضع إلى مرحلة تصعب فيها السيطرة على ما يمكن أن تتطور إليه، وبالتالي يصبح استمرار العملية السياسية أمراً صعباً ويضع صدقية رعاتها على المحك لممارسة الضغط الحقيقي على النظام لإجباره على وقف هذه الانتهاكات والانصياع الفوري في شكل واضح لا لبس فيه لقرارات الشرعية الدولية لإنجاز عملية الانتقال السياسي التي نص عليها بيان جنيف للعام 2012، وعلى وجه الخصوص القرار 2254». وأشار حجاب إلى أن «حالة الاستهتار وعدم الاحترام اللتين يبديهما النظام حيال قرارات مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص لرعاة العملية السياسية، يستوجبان التدخل الفوري من مجلس الأمن لفرض احترام قراراته وهيبته التي أصبحت موضع تساؤل». إلى ذلك، عبّر حجاب عن عدم تفاؤله من المفاوضات التي تجري في جنيف لإيجاد حل سياسي في سورية، «لأن نظام الأسد يعلم أن أي حل سياسي يعني الإطاحة به»، مضيفاً أن «المجتمع الدولي عاجز عن أن يدخل علبة حليب إلى المناطق المحاصرة، فهل هو قادر أن يزيح بشار الأسد عن الحكم؟». وفي لقاء مع تلفزيون «العربي»، قال حجاب: «ليس من صلاحيتي أن أتنازل عن حقوق الشعب السوري، وهناك دماء سفكت لا يمكن التفاوض عليها». وأكد أن المعارضة السورية لن تتقدم في المفاوضات خطوة دون تشكيل هيئة حكم انتقالي، منوهاً إلى أن «رؤيتنا للحل السياسي تستند إلى بيان جنيف والقرار 2254». وشدد على أن «النقاش في جنيف على شيء واحد فقط، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالي خالية من الأسد وزمرته التي تلطخت أيديهم بالدماء». وقال حجاب: «من واجبنا الذهاب إلى المفاوضات بجنيف لتمثيل القضية العادلة للشعب السوري»، مشيراً إلى أن «الذهاب للمفاوضات هو لتحقيق مطالب الشعب السوري، ولا يجب ترك هذا الثغر للدفاع عن الشعب السوري». وتابع: «من الواضح أن أميركا اتفقت مع روسيا على أمور غامضة لا نعلم ماهيتها»، مضيفاً: «نحن لا نخشى التقارب الروسي- الأميركي، إنما نخشى الغموض وعدم الشفافية من هذه العلاقات». لافروف - كيري وفي موسكو (رويترز)، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف قال خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري الجمعة، إن المتشددين ما زالوا يعبرون من تركيا إلى سورية عبر الحدود بين البلدين. وأضافت الوزارة «لفت لافروف الانتباه مجدداً إلى الحدود التركية- السورية التي ما زالت فيها ثغرات، ووفقاً لبياناتنا هي تستخدم بشكل نشط لنقل المتشددين عبر تركيا إلى سورية». ودعا لافروف الشهر الماضي إلى التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن التي تطالب بوقف تجارة النفط مع تنظيم «داعش» وإنهاء عبور «الإرهابيين» إلى سورية من دول بينها تركيا.