واصل الطيران السوري غاراته على مناطق قرب دمشق في وقت اتهمت باريس النظام السوري بخرق الهدنة بقصفها المدنيين وضرب الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي. وأعلنت الخارجية الأميركية أنها «روعت» بالغارات السورية التي أسفرت عن مقتل 33 مدنياً الخميس، فيما اتهمت الأممالمتحدةدمشق بعرقلة الوصول إلى ثلاث مناطق محاصرة. ويعد تحالف عسكري كردي - عربي للهجوم على الرقة معقل «داعش» شرق سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن مروحيات النظام «ألقت ما لا يقل عن 6 براميل متفجرة على مناطق في مزارع مخيم خان الشيخ بالغوطة الغربية، في حين خرجت تظاهرة في مدينة قدسيا قرب دمشق طالب المتظاهرون فيها بفك الحصار الجائر على المدينة وإطلاق سراح المعتقلين». ونفذت طائرات حربية 7 غارات على الأقل على مناطق في بلدة بالا في منطقة المرج بغوطة دمشقالشرقية، وغارتين أخريين على أماكن في أطراف بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية بعد يوم من ارتكاب الطيران مجزرة في البلدة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال أن الهجوم في 31 آذار (مارس) على شرق دمشق «الذي استهدف عمداً مدنيين، يظهر أن النظام يواصل ممارساته وينتهك الهدنة». وأضاف «إن هذا العمل الدنيء يهدف الى ترويع الشعب السوري وتقويض جهود الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي» للنزاع. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت أنها «روعت» الخميس بالغارات التي شنها الطيران السوري وأدت إلى مقتل أكثر من 33 شخصاً بينهم أطفال، في مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقيةلدمشق. وأشارت الخارجية الأميركية في بيان إلى أن «الولاياتالمتحدة روعت» بهذه الغارات «ضد مدرسة ومستشفى في ريف دمشق (...) ونحن ندين بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين مباشرة». وقتل 33 شخصاً على الأقل، بينهم 12 طفلاً وتسع نساء، الخميس في قصف جوي نفذته قوات النظام على مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وذكرت وزارة الخارجية أن «أكثر من 20 شخصاً قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح، بينهم أطفال ونساء وأشخاص كانوا يقومون بنجدتهم»، في رد فعل نادر لإدانة «الغارات الجوية المنسوبة لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأضافت الخارجية الأميركية أن «النظام تعهد التنفيذ الكامل للقرار 2254 الصادر من مجلس الأمن للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى وقف فوري لجميع الهجمات ضد المدنيين». ووفق مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن «يُعد هذا القصف الخرق الأكبر للهدنة في الغوطة الشرقية، لكن ليس في كل المناطق السورية التي يسري فيها وقف الأعمال القتالية». وتوجد في دير العصافير فصائل اسلامية عدة بينها «جيش الاسلام» و «فيلق الرحمن»، فضلاً عن «جبهة النصرة، لكنها ليست الاقوى»، وفق «المرصد. ويستثني اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي لا يزال سارياً منذ 27 شباط (فبراير)، مناطق سيطرة «داعش» و «جبهة النصرة». وندَّدت الخارجية التركية ب «المجزرة». وأفاد بيان صادر من الخارجية أمس بأن النظام «جدَّد هجماته ضد الشعب السوري، حيث استهدفت طائراته مدرسةً ومستشفى في دير العصافير ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم طلاب»، وفق وكالة «الأناضول». وقالت منظمة الدفاع المدني السوري أن المتطوع وليد غوراني قتل عندما استهدفت واحدة من سيارات الإسعاف التابعة لها. ونشرت المنظمة تسجيلاً مصوراً عن سيارة إسعاف تصل إلى دير العصافير وعامل إغاثة يرتدي خوذة بيضاء يحمل نقالة على كتفه يسرع عبر زقاق يملأه الحطام باتجاه ما بدا أنه موقع انفجار. كما نشرت صوراً أظهرت تدمير مقر الدفاع المدني في دير العصافير بما في ذلك مخزن للوقود. وبدت خراطيم المياه وعبوات الغاز بين ركام المبنى المدمر. وقال «المرصد» أن الحكومة السورية كانت تحاول تطويق دير العصافير التي تسكنها 2700 عائلة. وكانت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أفادت بمقتل أكثر من 623 مدنياً بغارات سورية وروسية الشهر الماضي، بعد تقرير سابق أفاد ب 869 خرقاً من النظام وحلفائه، منذ بدء تنفيذ اتفاق «وقف العمليات القتالية» في 27 شباط (فبراير) الماضي. الى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أن النظام يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى 3 مناطق محاصرة في ريف دمشق. وقال يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن النظام «لم يسمح لنا بعد بالدخول إلى دوما أو داريا أو شرق حرستا» في ريف دمشق. وأضاف في مؤتمر صحافي بجنيف، عقده عقب اجتماع فريق العمل المعني بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية، أن «هناك أكثر من 90 ألف شخص يحتاجون للمساعدات في دوما التي يحاصرها النظام». كما وصف الوضع في داريا بال «بشع»، مشيراً إلى أن برنامج الأغذية العالمي قال أن بعض الناس هناك اضطروا لأكل العشب. وأوضح أن النظام «يواصل إخراج الأدوية والمستلزمات الطبية من مواكب المساعدات الإنسانية، ويمنع إجلاء المرضى من المناطق المحاصرة في انتهاك للقانون الدولي»، لافتاً إلى «وفاة 3 أطفال في بلدة مضايا بسبب النزيف الحاد، وعدم السماح بإجلائهم من النظام بعد انفجار قنبلة لم تنفجر كانوا يلهون بها». ودعا رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية روسيا وإيران والصين والعراق إلى ممارسة المزيد من الضغط على دمشق للسماح بدخول المساعدات الغذائية والأدوية. ويذكر أن وكالات الإغاثة الدولية تمكَّنت خلال الفترة الأخيرة من الوصول إلى 150 ألف شخص يعيشون في 11 من بين 18 منطقة محاصرة في سورية، ويبلغ عدد المحتاجين لمساعدات 500 ألف شخص. في باريس، أعلن صالح مسلم، رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي»، أبرز الأحزاب الكردية السورية، أن القوات الكردية تستعد ل «تحرير» مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» شرق سورية. وقال مسلم ان الأكراد الذين أعلنوا أخيراً إنشاء نظام فيديرالي في المناطق التي يسيطرون عليها في سورية، يريدون فتح مكتب تمثيلي لهم في فرنسا. وقال مسلم في باريس خلال لقاء مع صحافيين ان «قوات سورية الديموقراطية (تحالف من فصائل كردية وعربية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية) تتحضر مع التحالف (الدولي بقيادة واشنطن) لتحرير الرقة». إلا أنه أشار الى ضرورة ان ينضم «سكان الرقة العرب» الى «قوات سورية الديموقراطية» التي تعد، وفق قوله، بين اربعين الفاً وخمسين الف مقاتل. ويسيطر «داعش» على محافظة الرقة منذ 2014. ومنذ كانون الثاني (يناير) 2015، تاريخ طرد تنظيم «داعش» من مدينة كوباني (عين العرب) الكردية الحدودية مع تركيا بعد معارك طاحنة مع القوات الكردية، تمكن الأكراد من استعادة مساحات واسعة من المناطق التي كان سيطر عليها المتطرفون. وأثبت الأكراد الذين يحظون بدعم جوي مكثف من التحالف الدولي، انهم الأكثر فاعلية في سورية في محاربة التنظيم المتطرف. وأوضح مسلم ان القوات الكردية تحاول حالياً السيطرة على ممر من سبعين كيلومتراً، في شمال شرق البلاد، يشكل «المعبر الوحيد للإرهابيين الى تركيا». ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة تأمين تواصل بين المناطق الكردية الثلاث عفرين وكوباني (في محافظة حلب) والجزيرة (محافظة الحسكة).