اتّهم مشرف حملة اليوم العالمي لمكافحة التدخين في محافظة الطائف دخيل الله الثقفي المؤسسات التربوية ب«التسبب» في انتشار ظاهرة التدخين بين فئة الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً خصوصاً طلاب المدارس. وقال خلال فعاليات البرامج التوعوية المقامة على هامش اليوم العالمي لمكافحة التدخين ل«الحياة»: «تدخين المعلمين الذين يعدون بمثابة القدوة للطلاب، يعد سبباً رئيساً في تفشي هذه الظاهرة في المجتمع، إضافة إلى مسببات أخرى تتعلق بغياب دور الأسرة، وضعف برامج التوعية والمتابعة». ووصف الثقفي «الرغبة الذاتية» ب«السلاح» القادر على مساعدة الأفراد في الإقلاع عن التدخين، وأضاف: «خلال العام الماضي تم فتح 338 ملفاً لمدخنين ترددوا على العيادة برغبة ذاتية منهم لترك هذه العادة، حيث نجح 333 منهم في تحقيق أهدافهم من خلال الخضوع لجلسات نفسية عدة مع الطبيب المختص، إذ تم إخضاعهم لاختبار كفاءة الرئة، وأشعة الصدر، إضافة إلى إطلاعهم على بعض «العينات المسرطنة» التي توضح مخاطر التدخين السلبية على الصحة». وزاد : «لم تتوقف آلية العلاج عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى تزويدهم بأدوية ولصقات علاجية، لتحفيز الغدة النخامية السلبية على إفراز مادة «الإندروفين» التي توجد نوعاً من الانسجام وتخفف الآثار الانسحابية تدريجياً لاسيما المدمنين»، مشيراً إلى أن برنامج العلاج يركز أيضاً على المتابعة المستمرة للمدخن لفترة تصل إلى ستة أشهر. وواصل الحديث قائلاً: «خلال هذا العام زار العيادة نحو 511 شاباً يرغبون في الإقلاع عن التدخين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 45 سنة»، مبيناً أن الأمراض التي يتم رصدها عند زيارة المدخن للعيادة تتلخص في بوادر الذبحة الصدرية، وجلطات القلب، إضافة إلى انسداد الرئة. وسرد الثقفي بعض الأمثلة الناجحة في الإقلاع عن التدخين قائلاً: «في أحدى المرات تقدمت إلينا فتاة شكت تضررها من اعتياد والدها ممارسة التدخين، وزودتنا برقم هاتفه، وهنا تعاملنا مع الإشكالية بسرية تامة، حيث تواصلنا معه ووجهنا له دعوة خاصة لزيارة العيادة، وبعد حضوره استطعنا إقناعه بأهمية التخلص من عادة التدخين وتم إدراجه فوراً في مرحلة علاجية لم تستمر طويلاً حتى نجحنا في تحقيق هدف تلك الفتاة»، مؤكداً على «تسجيل حالات لمدخنين استمرت علاقتهم مع السجائر لفترة تجاوزت 40 عاماً، لكنهم تمكنوا من الخلاص من براثن التبغ عقب زيارتهم للعيادة وتلقيهم العلاج».