أكد زعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه لمس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في الكرملين أمس، إصراره على ضرورة الوصول إلى حل سياسي في سورية بناء على قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على قيام حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية بإشراف الأممالمتحدة. (راجع ص 5) وتوج الحريري زيارته موسكو بلقاء بوتين في الكرملين بعد ظهر أمس في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ونادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان ومستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشكوف وممثله الخاص في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. استمر اللقاء الذي تخللته خلوة بين بوتين والحريري ساعة، وتم خلاله البحث في أوضاع لبنان وعرض الجهود التي يقوم بها الحريري لإنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، كما تم التطرق إلى التطورات في المنطقة، خصوصاً في سورية والجهود التي تبذلها روسيا لإيجاد حل للأزمة فيها. وقالت مصادر في الوفد الذي رافق الحريري ل «الحياة» أن بوتين جاد في ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سورية لإنهاء الحرب الدائرة فيها باعتبار أنه وحده يعيد إليها الهدوء والاستقرار. وأكدت أن الاتصالات والمشاورات التي يجريها الرئيس الروسي تهدف إلى تحضير الأجواء الرامية إلى مواصلة الحوار السوري - السوري باعتباره المدخل الذي لا بد منه لإنضاج هذا الحل. وأكدت المصادر نفسها أن الحريري عرض مع بوتين حجم الأخطار التي تهدد لبنان نتيجة استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، وقالت أنه تحدث بالتفصيل عن هذه الأخطار، أكانت مالية أم اقتصادية أم تلك التي يمكن أن تنعكس سلباً على الاستقرار. واعتبر الحريري أن انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت يشكل المفتاح الوحيد لمعالجة كل الأزمات الناجمة عن الفراغ في سدة الرئاسة الأولى. وأبدت مصادر ارتياحها إلى الأجواء التي سادت اللقاء، خصوصاً أن الحريري لمس تفهماً روسياً للجهود التي يقوم بها بغية إعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية بدءاً برئاسة الجمهورية. وقالت أن الحريري شدد أيضاً على دعم الجهود الرامية إلى تحييد لبنان عن الحرائق المشتعلة في المنطقة، وعلى تضافر الجهود لحماية استقراره. مكتب «الشرق الاوسط» ومساء أمس هاجم شبان أمس مكاتب الزميلة «الشرق الاوسط» في بيروت وعبثوا بمحتوياته، احتجاجاً، كما قالوا، على رسم كاريكاتوري نشرته الصحيفة في عددها الذي صدر أمس. ودانت «الشرق الأوسط» في بيان «الاعتداء الذي استهدف مكتبها وحملت السلطات اللبنانية مسؤولية أمن العاملين فيها». يُشار الى ان قناة «العربية» أعلنت أمس في بيان اقفال مكاتبها في لبنان، مؤكدة استمرارها في تغطية الشأن اللبناني. وعزت قرارها الى «اجراء عملية هيكلة لنشاط القناة في لبنان نظراً الى الظروف الصعبة».