توفيت المهندسة المعمارية العراقية زها حديد في ميامي بفلوريدا أمس عن 65 سنة، نتيجة اصابتها بنوبة قلبية مفاجئة. وكانت تعاني من التهاب رئوي اصيبت به مطلع الاسبوع، كما ذكر مكتبها في لندن. وتعتبر زها حديد من أكثر السيدات العربيات شهرة كما انها احدى أهم مصممات العمارة الحديثة في العالم. ولدت زها في بغداد عام 1950. والدها هو وزير المالية العراقي الاسبق محمد حديد. وبعد قدومها من العراق الى بريطانيا بعد نهاية دراستها الثانوية ثم الجامعية حيث تخرجت من الجامعة الاميركية في بيروت، التحقت بالجمعية المعمارية في لندن ونالت منها اجازة عام 1977. ثم اصبحت مدرّسة في الجمعية. وبرزت كرائدة في مجال الهندسة وحصلت على شهرة واسعة في الاوساط المعمارية الغربية. حازت زها حديد جائزة «بريتزكر» للهندسة عام 2004، وهي ارقى الجوائز في هذا المجال، وتعد بمثابة «نوبل» في الهندسة المعمارية. وشملت تصاميمها معظم العمارات الحديثة في بريطانيا وحول العالم. فقد صممت منصة تزحلق على الجليد في انسبروك في النمسا ودار الأوبرا في غوانغجو في الصين وكارديف في ويلز وكذلك المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما. ونالت عام 2010 جائزة «ستيرلينغ» البريطانية وهي احدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة، كما منحت وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة كوموندور وسمتها منظمة اليونيسكو «فنانة للسلام». وفي العام نفسه، اختارتها مجلة «تايم» من بين الشخصيات المئة الاكثر نفوذا في العالم. في التحضير لدورة الالعاب الاولمبية التي جرت في لندن عام 2012 تم تكليف زها حديد تصميم حوض السباحة لتلك الدورة، وأصبح تحفة معمارية تزين المدينة الاولمبية شرقي لندن. وكان يفترض ان تشرف على بناء الملعب الاولمبي للالعاب المقررة في طوكيو في العام 2020 لكن لم تتم الموافقة على مشروعها في نهاية المطاف بسبب كلفته الباهظة. في العام 2015، اصبحت حديد أول سيدة تنال الميدالية الذهبية التي يقدمها المعهد الملكي البريطاني للهندسة المعمارية وهي أعلى تكريم يقدمه المعهد إعترافا بالانجاز التاريخي في مجال الهندسة المعمارية. أنجزت زها حديد العديد من المشاريع وفازت في مسابقات معمارية عديدة، ومن المشاريع ما لا يزال تحت التنفيذ. ومن أهم هذه المشاريع محطة مترو مدينة الرياض التي من المخطط أن تصبح نقطة محورية تساعد على تخفيف الإزدحام المروري بشكل كبير، ومحطة إطفاء الحريق في ألمانيا، ومتحف الفن الحديث في مدينة سينسيناتي بالولايات المتحدة، ومركز الفنون الحديثة في روما، ومعرض منطقة العقل في الألفية بلندن، وجسر في أبوظبي، ومحطة لقطار الأنفاق في ستراسبورغ، ومحطة البواخر في ساليرنو، ومركز للتزحلق على الجليد في انسبروك، والمركز الرئيسي لشركة «بي إم دابليو» في مدينة لايبزيغ بألمانيا. بوفاة زها حديد يخسر الفن المعماري سيدة أنجزت أهم تحفه التي تنتصب شاهداً على ابداعها حول العالم.