باريس - أ ف ب - تحضر المهندسة البريطانية من أصل عراقي زها حديد في العاصمة الفرنسية من خلال معرض لمجسمات عن تصاميمها العالمية والصروح الثقافية التي صممتها في العالم العربي. وقدمت عشرات من تصاميم زها حديد في معرض افتتح في معهد العالم العربي في باريس في مساحة جديدة اضيفت الى باحة المعهد الواسعة. ويقام المعرض الذي يحمل عنوان «هندسة زها حديد» والذي دشن بغيابها، في فضاء «الفن المتحرك» (موبيل آر) وهو مساحة من تصميم حديد انجزته عام 2007 بطلب من مصمم الازياء كارل لاغيرفيلد العامل لدى دار شانيل التي وهبت التصميم الهندسي للمعهد بعد ان تنقل بين هونغ كونغ وطوكيو ونيويورك. ويقدم المعرض نبذة عن المصممة العراقية من خلال تصاميم الاعمال الهندسية التي تعكس عوالمها ومفاهيمها في مجال الهندسة المعمارية، ويسلط الضوء على مدرستها في هذا العلم الذي تحول على يدها الى فن له لغته الخاصة وجاذبيته الآسرة. ويشمل المعرض نحو 30 مجمساً للمشاريع الدولية التي انجزتها حديد، مثل برج برشلونة الدائري، ومشروع غوغنهايم في سنغافورة، ومبنى المرفأ في مرسليليا، وبرج مركز مونبولييه المتوسطي، والمركز المائي للألعاب الاولمبية في لندن الذي يتم بناؤه حالياً استعداداً لعام 2012. ويقدم المعرض كذلك نماذج عن تصاميم زها حديد للصروح الثقافية في العالم العربي، مثل مركز الفنون والمسارح في ابو ظبي، وبرج النيل في القاهرة، وأبراج دبي وبرج سافيرا في الرباط. يسلط المعرض الضوء كذلك على مشاريع زها حديد الراهنة وتطبيقاتها الجديدة وتكنولوجياتها الحديثة وموادها التي تراعي البيئة والطبيعة والتي سعى للاستفادة منها الكثير من المهندسين. وتظل شركة «زها حديد للهندسة»، كما يكشف المعرض، مكاناً رائداً وفضاء مفتوحاً على التجريب برؤية انسانية عالمية تخوض تجارب عدة في اختبار العلاقة بين فن هندسة الابنية وتصميمها، وفن غرسها في المشهد الجغرافي المديني. وصممت زها حديد الكثير من المشاريع العالمية، اما مشاريعها القائمة حالياً فمن بينها محطة سكة الحديد للقطار السريع في نابولي، ومشاريع كبيرة اخرى في كل من بيلباو في اسبانيا وفي بكين وإسطنبول وسنغافورة. وشهدت اعمالها في السنوات الاخيرة رواجاً كبيراً ونجاحاً ضمن لها تكريمات عدة في الكثير من العواصم الاوروبية. وفي نيويورك أثنى النقاد والعارفون بالهندسة على ميزات عملها الذي خولها الحصول على جائزة «بريتزكر» (2004) وهي توازي جائزة نوبل للسلام في مجال الهندسة.