توفيت المهندسة المعمارية العراقية- البريطانية زها حديد- أول إمرأة تحصل على جائزة «بريتزكر» للعمارة وعلى الميدالية الذهبية من المعهد الملكي البريطاني للعمارة- اليوم (الخميس) عن 65 عاماً إثر إصابتها بذبحة قلبية في مستشفى في مياميبالولاياتالمتحدة كانت قصدته للعلاج من التهاب في القصبة الهوائية. وجاء في بيان صادر عن مكتب حديد في لندن: «بحزن كبير تؤكد شركة زها حديد للهندسة المعمارية أن زها حديد توفيت بشكل مفاجىء في ميامي هذا الصباح. كانت تعاني من التهاب رئوي أصيبت به مطلع الأسبوع وتعرضت لأزمة قلبية اثناء علاجها في المستشفى». وحديد المولودة في العراق في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 1950، لوزير المال العراقي السابق محمد حديد، حازت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت العام 1971. ثم نالت الديبلوم في العمارة من الجمعية المعمارية في لندن العام 1977. وبدأت نشاطها المعماري في مكتب ريم كولاس وإليا زنجليس (او ام اي) في لندن، ثم انشأت عام 1978 مكتبها الخاص. وعملت معيدة وأستاذة في عدد من أبرز الجامعات الأميركية والبريطانية، كما أنها عضو شرف في الأكاديمية الأميركية للفنون والأدب والمعهد الأميركي للعمارة. وتتمتع حديد بشهرة واسعة في الأوساط المعمارية العربية والعالمية على حد سواء. إذ حصلت على شهادات تقدير من أبرز المعماريين، وعام 2004 كانت أول امرأة تحصل على جائزة «بريتكنز» في مجال التصميم المعماري والتي أطلقت قبل 25 عاماً وتعادل بأهميتها «نوبل»، كما أنها أصغر الحائزين على هذه الجائز سناً. وعام 2010 حلّت حديد، بحسب تصنيف لمجلة «تايمز» رابع أقوى امرأة في العالم. وحصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية، واختيرت عام 2012 أفضل الشخصيات البريطانية. وعام 2016، أعلن المعهد الملكي البريطاني للهندسة المعمارية فوزها بالميدالية الذهبية للعمارة، وكانت أيضا أول امرأة تحصل على هذه الجائزة التي تعتبر أعلى تكريم يقدمه المركز الملكي البريطاني اعترافاً بالانجاز المعماري. أقامت حديد عددا كبيرا من المعارض الدولية لأعمالها الفنية والتي تشمل التصاميم المعمارية والرسوم واللوحات. وتشكل أعمالها جزءا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث في نيويورك ومتحف العمارة الالمانية في فرانكفورت. وعلى رغم الهجوم الذي تعرضت لها أعمالها في بداية مشوارها، ووصف تصاميمها بأنها لا تراعي قانون الجاذبية وغير قابلة للتطبيق، إلا أن ذلك لم يقف حائلاً أمام نجاح حديد التي يصفها عارفوها بالمرأة القوية والمتطلبة والمدخنة بشراهة. وتتسم أعمال حديد بما يعرف بالاسلوب التفكيكي، وتعتمد في تصاميمها على الحديد للخروج بتشكيلات حرة وجريئة. ومن أبرز أعمالها محطة اطفاء الحريق في المانيا، متحف الفن الحديث في الولاياتالمتحدة، مركز الفنون الحديثة في روما، جسر أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، والمركز الرئيس لشركة «بي ام دبليو» في المانيا، إضافة إلى تصاميم لمشاريع أخرى حول العالم لا تزال قيد الإنجاز.