أعلن المغرب رفضه تأكيدات ستيفن دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة حول «إساءة فهم» التصريحات التي أدلى بها بان كي مون في شأن الصحراء الغربية وأدت الى أزمة حادة بين الطرفين. واتهم المغرب الأمين العام بارتكاب «تصرفات غير مسبوقة». وأفاد ناطق باسم الخارجية المغربية أن تصريحات بان كي مون «لا يمكن اختزالها في مجرد سوء فهم»، في إشارة إلى ما صدر عن دوجاريك الذي عبّر عن أسف الأمين العام حيال تداعيات «سوء الفهم» بعد توصيف ضم المغرب الصحراء ب «الاحتلال». وأكدت وزارة الخارجية المغربية في بيان أن الأمر يتعلق بتصرفات ترتدي طابع الخطورة «ولا يمكن تبريرها أو محوها». وأضاف البيان أنه خلافاً لما جاء على لسان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فإن الوضع الذي تسببت فيه التصريحات والتصرفات غير المقبولة «غير قابل للتبرير». وأبدت الرباط في الوقت ذاته استعدادها للانخراط «في حوار مسؤول وشامل وبناء» حول الأزمة الناشئة، مؤكدة أنها «ستواصل في شكل ملتزم وبنّاء التفاعل مع أعضاء مجلس الأمن، وفقاً للدعوة التي وجهها الأخير» والانخراط في حوار حول «الملابسات التي أدت إلى الوضع الراهن». وفيما كان المغرب يعول على صدور اعتذار صريح من بان كي مون عن استخدامه كلمة «الاحتلال» وزيارة المنطقة العازلة ورفع شارة النصر أمام قياديين في جبهة «بوليساريو»، بدت صيغة الأسف التي أعلن عنها الناطق باسمه أقل مودة، لناحية الاتجاه نحو صفحة جديدة. ولم يتطرق بيان الخارجية المغربية إلى تداعيات خفض أعضاء بعثة «المينورسو» المدنيين الذين بلغ عددهم 73 فرداً، فيما صدرت مؤشرات رسمية بأن «لا تراجع عن القرار». إلى ذلك، توقعت مصادر ديبلوماسية أن تلقي الخلافات بين الرباط وبان كي مون بظلالها على اجتماع مجلس الأمن المرتقب قبل نهاية نيسان (أبريل) المقبل، الذي يركز على تقويم تطورات التعاطي الدولي ونزاع الصحراء. ودأب مجلس الأمن في قراراته الأخيرة ذات الصلة على تمديد ولاية ال «مينورسو» وحض الأطراف المعنية على التعاون في ما بينها ومع الأممالمتحدة لإحراز تقدم على طريق استئناف المفاوضات العالقة منذ سنوات. وجرت العادة أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً تفصيلياً حول جهوده والجهود التي بذلها مبعوثه الشخصي كريستوفر روس خلال سنة كاملة، إلا أن اقتصار جولة بان كي مون الأخيرة على موريتانيا والجزائر ومخيمات تيندوف من دون الرباط، ستؤثر في تكييف مضمون التقرير. واندلعت الأزمة الراهنة، بعد رفض المغرب استقبال بان كي مون وفق أجندة حددها الأخير، بينما طلبت إليه الرباط إرجاء زيارته إلى تموز (يوليو) المقبل. بينما تردد أن الأمين العام كان رفض اقتراحاً من المغرب يقضي باستقباله من جانب الملك محمد السادس أثناء زيارته العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.