أبدى المغرب استعداده للحوار بشأن الأزمة التي أثارها وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للوضع القائم في الصحراء الغربية بأنه "احتلال", في حين دعت الجزائرفرنسا إلى تأييد حق تقرير المصير للسكان الصحراويين. فقد قالت الخارجية المغربية الثلاثاء إن "الحكومة المغربية مستعدة للانخراط في حوار مسؤول وشامل وبناء، بخصوص موضوع الأزمة التي تسببت فيها التصريحات الخطيرة والأفعال غير الِمقبولة الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة". وفي الوقت نفسه, قال البيان المغربي إن وصف بان الوضع القائم في الصحراء الغربية بأنه احتلال, متعمد, واعتبر أن ما صدر عنه خلال زيارته يوم الخامس من هذا الشهر لمخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تندوف جنوب غربي الجزائر "أفعال غير مسبوقة من حيث خطورتها, وغير قابلة للتبرير, ولا يمكن محوها لكونها تصرفات متعمدة تستهدف تحريف طبيعة النزاع, وتصدر أحكاما مسبقة حول مآله". ويأتي بيان الخارجية المغربية بعد يوم من صدور بيان عن المتحدث باسم الأمين العام الأممي عبر فيه عن الأسف لاستخدام بان عبارة "احتلال" لوصف الوضع القائم في الصحراء الغربية. وأكد البيان الأممي أن استخدام تلك العبارة كان عفويا لا متعمدا أو مخططا له, وتحدث عن "سوء فهم" لذلك التصريح, وهو ما رفضه المغرب الذي تمسك بأن استخدامها كان متعمدا. وفي مقابل التعبير عن الأسف, قالت الأممالمتحدة إن أمينها العام لم يقدم اعتذارا عن تصريحاته الأخيرة. وكان المغرب رد على تلك التصريحات بمظاهرات حاشدة, ثم بطرد عشرات من موظفي البعثة الأممية في الصحراء الغربية (مينورسو), وأكد أنه لا رجعة عن هذا القرار. وأقصى ما يعرضه المغرب لتسوية هذا النزاع هو الحكم الذاتي, في حين تتمسك جبهة البوليساريو باستفتاء على تقرير المصير. وفي الجزائر, حث وزير الخارجية رمطان لعمامرة الثلاثاء فرنسا على دعم مسار يفضي إلى تقرير المصير في الصحراء الغربية. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت إن بلاده "لا تزال تأمل أن تقدم إدارة الرئيس فرانسوا هولاند مساعدة فعلية للمنطقة من أجل تسوية هذه المسألة في إطار الشرعية الدولية، وفي ظل احترام موقف الأممالمتحدة بشأن تصفية الاستعمار".