كشفت موسكو للمرة الأولى عن محادثات تجريها مع واشنطن لتنسيق عمليات مشتركة بهدف تحرير مدينة الرقة، العاصمة الفعلية لتنظيم «داعش» في شمال سورية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، أن «العسكريين الروس يناقشون مع نظرائهم الأميركيين جوانب معينة لمثل هذا التعاون، مع الأخذ بعين الاعتبار سحب جزء من قواتنا من سورية». وزاد أن واشنطن «بدأت تبصر الحقيقة حول ضرورة تبادل المعلومات، للحيلولة دون تنامي الخطر الإرهابي وتصاعد الهجمات التي نشهدها. ثمة فهم بدأ يتبلور بأنه علينا الشروع في التنسيق الفعلي في محاربة الإرهاب». وأوضح أن موسكو كانت منذ البداية مستعدة لتنسيق المواقف مع واشنطن، وخصوصاً ما يتعلق بالوضع في الرقة. وذكّر بأن روسيا تتمسك دائماً بخطها الرامي إلى إقامة «تعاون بنّاء» مع الشركاء الدوليين والإقليميين في حل المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، في إطار مجموعة دعم سورية وخلال الاتصالات الثنائية على حد سواء. وأكد أن الجانب الروسي يولي اهتماماً كبيراً للحوار المكثف مع واشنطن حول الملف السوري. بالتزامن، أعلن في موسكو أمس، أن نائب وزير الخارجية الأميركي توماس شينون أجرى جولة محادثات مطولة مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف ركزت على ملفات التعاون الثنائي وتسوية الأزمة السورية والملف الإيراني. وكانت واشنطنوموسكو أكدتا أن زيارة شينون إلى موسكو التي تستمر يومين، تأتي امتداداً لزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا الأسبوع الماضي. وشدد ريابكوف على أن موسكووواشنطن «لم تبحثا منذ فترة طويلة موضوع تنفيذ إيران خطة العمل الشاملة»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة، على ما يبدو، تعتبر إطلاق إيران صواريخ أخيراً، انتهاكاً لقرار مجلس الأمن، إلا أن موسكو تتبنى «موقفاً مختلفاً من هذه المسألة». في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إعرابها عن خيبة أمل موسكو من منع الدول الغربية مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان أعدته روسيا «للترحيب بتحرير مدينة تدمر». وقالت زاخاروفا، وفق تصريحها الذي أوردته «سانا»، «إننا لم نفاجأ بقدر كبير من الموقف الغربي ولكننا نشعر بخيبة أمل منه ونستغرب حقيقة نيات الدول الغربية في ما يتعلق بعملية التسوية السياسية للأزمة في سورية». وتابعت أن روسيا تنوي طرح مشروع بيان مماثل في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو يتضمن دعوة إلى إعادة بناء تدمر بعد طرد «داعش»، منها يوم الأحد الماضي.