أعادت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان المصري) التي ستبدأ صباح غد، إلى الواجهة مجدداً المواجهة بين جماعة «الإخوان المسلمين» والحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، في حين أنهت السلطات استعداداتها ليوم الاقتراع الذي يتوقع أن يشهد هدوءاً وعدم إقبال من الناخبين. وجاء هذا في وقت استأنف المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي جولاته الميدانية بهدف حشد التأييد لمطالبه الإصلاحية، إذ زار أمس مسجد عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة في منطقة مصر القديمة (وسط القاهرة)، بصحبة عشرات من أنصاره الذين حملوا لافتات تطالبه بالاستمرار في مساعيه الإصلاحية، فيما التف عشرات المارة حوله. وقال الناشط المعارض جورج إسحاق ل «الحياة» إن البرادعي يستعد لزيارة عدد من المحافظات خلال الأيام المقبلة. إلى ذلك، شن «الإخوان» هجوماً حاداً على الحكومة المصرية بسبب «عمليات تضييق» على مرشحيها في انتخابات الشورى، واعتبرت ذلك «مؤشراً على تزوير الانتخابات»، في حين كثفت قيادات عليا في الحزب الحاكم زياراتها الميدانية في المحافظات، خصوصاً الدوائر التي ينافس «الوطني» فيها مرشحاً من «الإخوان»، بهدف مساندة مرشحي الحزب. وأصيب 30 شخصاً في اشتباكات وقعت مساء أول من أمس بين عناصر الشرطة ومئات من انصار مرشح من «الإخوان» في مدينة أبو حمص التابعة لمحافظة البحيرة (دلتا النيل)، استخدمت فيها الشرطة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وقال عضو مكتب إرشاد «الإخوان» الدكتور محمد المرسي إن «بعض المصابين في حال الخطر بسبب عنف الشرطة». وانتقد «أسلوب تعامل أجهزة الأمن مع مرشحي الإخوان». وقال ل «الحياة»: «منذ اليوم الأول لبدء الدعاية الانتخابية يواجه مرشحونا قيوداً وأعمالاً استفزازية»، لكنه شدد على استمرار جماعته «في سعيها نحو انتزاع عدد كبير من المقاعد». لكن مصادر أمنية قالت ل «الحياة» إن أنصار مرشح الإخوان بادروا بالهجوم، وان نحو سبعة جنود أصيبوا. وأوضحت أن «الشرطة بدأت بتحذير مرشح الإخوان من الاستمرار في مسيرته، لكنه رفض». ودعا المرشد العام ل «الإخوان» الدكتور محمد بديع صباح أمس في مؤتمر صحافي، الناخبين إلى «التحلي بالإيجابية يوم الانتخاب في كل الدوائر، وأن يعلنوا رأيهم بكل صدق وحرية لاختيار ممثليهم الذين يروْن فيهم صلاحاً وإصلاحاً». وأعلن مشاركة جماعته ب 15 مرشحاً، إضافة إلى «التنسيق مع ستة مرشحين مستقلين وحزبيين، بينهم قبطي، في إطار التعاون الوثيق مع القوى السياسية والوطنية الشريفة». وأشاد ب «القضاء المصري الشامخ الذي انتصر للحقوق الدستورية لمرشحي الإخوان» وقضى بإدراج مرشحين ورفض شطب ثالث. وأضاف: «مهما كانت المؤشرات قبيل يوم الانتخابات، فإن الإخوان متمسكون بالنضال الدستوري لكشف ممارسات النظام». وأشار إلى أن «الإخوان سيردون على أي تجاوزات تقع يوم الانتخابات بالطريق القانوني والدستوري على كل المستويات». ورفضت المحكمة الإدارية العليا أمس طلباً للجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات بشطب مرشح «الإخوان» عن دائرة مركز أشمون في محافظة المنوفية أشرف محمود بدر الدين، استناداً إلى «قيامه بإنشاء موقع الكتروني على شبكة الإنترنت استخدم شعارات دينية للدعاية الانتخابية مخالفة لأحكام القانون». واعتبر بديع أن «التجاوزات المستمرة في حق مرشحي الإخوان ومؤيديهم في انتخابات الشورى واستخدام العصا الأمنية مخالفة سافرة للدستور والقانون وصلت إلى ضرب المواطنين بالرصاص المطاطي، وهو ما يعد تعدياً للخطوط الحمر كافة ونتيجة طبيعية لقانون الطوارئ، ودليلاً على وجود نية مبيتة للتزوير». ويتنافس في الانتخابات 466 مرشحاَ على 74 مقعداً في 55 دائرة انتخابية، منهم 255 مرشحاً مستقلاً، و13 حزباً، إذ طرح «الوطني» 76 مرشحاً و «الوفد» 10 مرشحين، و «التجمع» 9 مرشحين، و «الأحرار» 3 مرشحين، و «الجيل الديموقراطي» 3 مرشحين، و «الجمهوري الحر» اثنين، واثنين ل «الغد»، ومثلهما ل «العربي الناصري» و ل «الدستوري»، ومرشح واحد لكل من حزبي «مصر» و «السلام». وتشارك 11 امرأة في محافظات كفر الشيخ والمنيا وقنا والفيوم والدقهلية وحلوان والقاهرة والشرقية والبحيرة، منهن واحدة للحزب الوطني وأخرى للتجمع وثالثة عن حزب الأحرار و8 مستقلات. وكانت الانتخابات التي انتهت مرحلة الدعاية فيها أمس شهدت مفاجآت عدة بينها خروج مرشحين ودخول آخرين. وامتنعت اللجنة العليا للانتخابات عن منح عشرات الجمعيات التصاريح لمراقبة الاقتراع، أبرزها «مركز ابن خلدون» الذي يرأسه المعارض الدكتور سعد الدين ابراهيم، إضافة إلى عشرات المراكز الأخرى.