قال مسؤولون إن شركة شنغهاي الكتريك أكبر شركة لصناعة معدات توليد الكهرباء في الصين تباشر العمل في محطة لتوليد الكهرباء بتكلفة مليار دولار لتعزيز الطاقة الانتاجية للعراق بواقع 1320 ميجاوات. وتعتبر محطة توليد الكهرباء البخارية في الزبيدية قرب مدينة الكوت على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد أحد أكبر المشروعات في قطاع الكهرباء بالبلاد حيث انقطاع الكهرباء هو إحدى شكاوى المواطنين الرئيسية. وبعد مرور سبع سنوات على الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق مازالت شبكة الكهرباء الوطنية تعمل لبضع ساعات فقط يوميا. وتضررت البنية التحتية العراقية المتقادمة بشدة جراء سنوات من الحرب وهجمات المتمردين ونقص الاستثمارات. وقال مسؤولون عراقيون وصينيون أمس السبت إن المشروع - الذي يشمل شراء وتركيب أربعة توربينات بخارية طاقة كل منها 330 ميجاوات - سيعزز انتاج العراق من الكهرباء بنسبة كبيرة خلال السنوات الأربع المقبلة. وبدأ بالفعل العمل لتركيب تلك الوحدات في وقت سابق من الشهر الجاري ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى الوحدات بعد ثلاث سنوات. وقال حميد الإبراهيمي المسؤول عن المشروع بوزارة الكهرباء العراقية لرويترز في موقع انشاء المشروع "هذا مشروع كبير ويعتبر من أكبر محطات الكهرباء في العراق ... يحتاج العراق (لأي) 100 ميجاوات (يمكن توفيرها)". وتقدر وزارة الكهرباء الطاقة الانتاجية المتاحة من الكهرباء في العراق بتسعة آلاف ميجاوات والطاقة الانتاجية الكلية بما بين 11 ألفا و12 ألف ميجاوات بينما يقدر الطلب بنحو 12 ألف ميجاوات على الأقل. وبدأ التفكير في المشروع قبل نحو عشر سنوات. وعندما بدأت محادثات العراق مع شركة شنغهاي الصينية لأول مرة كانت من أجل بناء مصنع لتوربينات توليد الكهرباء. وجرى تعليق الخطة لسنوات نتيجة فرض عقوبات اقتصادية على العراق أعقبتها سنوات من العنف سببها الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد عام 2003. وأحيا العراق المشروع بعد تعديله في ظل تحسن الأوضاع الأمنية تدريجيا في أنحاء البلاد. وجرى توقيع العقد مع الشركة الصينية في 2007 لكنه أرجئ مجددا نتيجة مخاوف أمنية وعدم وجود أرض متاحة لانشاء المشروع. ويجري العمل الآن على قدم وساق وإذ بدأ بعض المهندسين والعمال الصنيين العمل على الأرض بالفعل في الوقت الذي يجري فيه بناء مخيم لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقعة من العمال على مدى الأشهر القليلة المقبلة. وذكر كاو لينجون مدير الموقع من شنغهاي الكتريك أن لديه خطة لجلب 100 عامل صيني اضافي على الأقل خلال أسبوعين أو ثلاثة مع ارتفاع وتيرة العمل نافيا أن تكون المخاوف الأمنية عائقا. وقال خلال زيارة للمحطة التي تحميها ثلاث وحدات من قوات الأمن ووحدة من شرطة الطوارئ ووحدة من الجيش بالإضافة إلى حراس آخرين "لو كنت أشعر بالخوف لما أتيت إلى هنا." ويحاول العراق أن يخرج من سنوات من العنف والتراجع الاقتصادي من خلال اجتذاب استثمارات وخبرات أجنبية للمساعدة في جهود إعادة البناء. وتراجعت وتيرة العنف بشدة خلال العامين الماضيين لكن التفجيرات وحوادث القتل مازالت منتشرة على نطاق واسع. ___________ * أسيل كامي