أكد عدد من الباحثين السياسيين في الولاياتالمتحدة الأميركية أن المملكة العربية السعودية تتميز بسياسة قوية تمكنها من قيادة منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة، وترتكز على قاعدة صلبة أقوى مما يعتقده الآخرون، كما أن القوة العسكرية الخارجية تزداد قوة ولم تضعف، على رغم حرب اليمن التي تخوضها السعودية ضمن عدد من دول التحالف العربي والخليجي هناك. جاء ذلك خلال ندوة نظمها معهد الخليج العربي للدراسات والأبحاث في العاصمة الأميركية واشنطن أول من أمس ناقشت كتاب المحلل والباحث السياسي المهتم بشؤون الشرق الأوسط نيل بارتريك بعنوان «السياسة الأمنية الخارجية للسعودية: الصراع والتعاون»، وشارك فيها إلى جانب بارتريك أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج ميسون مارك كاتز، والباحث السياسي في المعهد حسين إيبش، والباحث المحلل السياسي الزائر في معهد الخليج العربي للدراسات فهد ناظر. وأكد الباحث والمحلل السياسي المشارك في الندوة فهد ناظر ل«الحياة» أن السعودية كانت تأمل من إدارة أوباما تحقيق الاستقرار في المنطقة، من خلال الالتزام بوعودها بعدم السماح لاستخدام الأسلحة الكيماوية من نظام الأسد في سورية. ولفت ناظر إلى أن السياسة الخارجية السعودية شهدت تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، بسبب الاضطرابات التي اجتاحت الشرق الأوسط. وقال: «إن تدخل إيران باستمرار في العالم العربي وتوسيع نطاق داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، يدفع المملكة العربية السعودية إلى أن تلعب دوراً قيادياً في المنطقة، وخصوصاً في ظل ما تعتبره تخلي إدارة أوباما عن دورها التقليدي المعهود بحسب الاتفاقات في ما بينهم في الشرق الأوسط». وأشار فهد ناظر إلى أنه «في حين وجود فرق كبير فلسفياً بين إدارة أوباما والقيادة السعودية لأسباب الاضطراب في المنطقة، إلا أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ما زالت تمتلك أرضية صلبة، في الوقت الذي تشهد العلاقات السعودية الإيرانية أدنى نقطة منخفضة في ما بينهما». من جهته، اعتبر نيل بارتريك مؤلف كتاب «السياسة الأمنية الخارجية للسعودية:الصراع والتعاون» خلال كلمته الافتتاحية في الندوة أن السياسة الخارجية السعودية لا تزال أكثر تقليدية وصلابة أكثر مما يعتقده معظم الناس، حتى عندما اتخذت خيار التدخل العسكري في اليمن في الاعتبار لا تزال قوية، منوهاً إلى أن السياسة السعودية لا تزال تثبت استمراريتها إلى حد كبير. بدوره، يرى أستاذ السياسة في جامعة جورج ميسون مارك كاتز أن المملكة العربية السعودية تواجه أمراً مهماً مع السياسية الروسية، هي تردد انخفاض أسعار النفط المؤثرة على الإنتاج الروسي، وقال: «إن روسيا تريد تحسين علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، ولكن ليس على حساب علاقتها مع إيران، وترى ألا اختلاف بينهما، كما أن روسيا والسعودية في منافسة على توسع النفوذ مع الولاياتالمتحدة الأميركية، لذلك لم نتوقع التدخل الروسي المفاجئ في سورية كما لم نتوقع انسحابها أيضاً».