لم يُطلق «معرض دبي للصورة» شرارة الإبداع فحسب (وفقاً لوصف أمين عام الجائزة)، إذ بدأ في توزيع صوره على أربع مبان في مختلف الجهات (شمال وجنوب وشرق وغرب) يجمع عقدها «متحفاً للمبيعات»، شرارة معمارية أيضاً، تلمع في ساحة حي دبي للتصميم. تلك الشرارة استقت وقودها من 850 صورة فنية شرقية وغربية. لم يكن حضور الصورة العربية ساطعاً، مقارنة بحضور «الأجنبية»، إذ لم تتجاوز الأولى حاجز المئة (97 صورة من مصر32، والمغرب27، والإمارات38) من أصل 850 صورة. الزوار العرب حضروا بشكل يفوق ممثليهم من المصورين، إذ وفقاً لتقديرات الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي علي خليفة بن ثالث يصل الحضور الزوار العرب إلى نحو 40 في المئة في حين تقدر مشاركة الأجانب 60 في المئة، وهو ما وصفه ابن ثالث ب«الجيد جداً»، وعزا سبب مشاركة ثلاث دول عربية (الإمارات، مصر، المغرب) عن غيرهم، إلى سرعة تجاوبهم «لا يوجد سبب لعدم أخذ قطر أو عُمان أو أي دولة عربية» مشيراً إلى أن مساحة المعرض وقوة العارضين أثرت إلى حد ما في حضورهم (المصورين العرب). وقال ابن ثالث في حديث ل«الحياة»: «أردنا في الانطلاقة الأولى أن نقرأ مدى تعطش المنطقة للفن ولم نكن نتوقع عدد الزوار المفاجئ، إذ طالب عدد منهم بتمديد مدة العرض»، معتبراً أن الجائزة أعطت جرعة ثقافية للمتلقي وأسهمت في حراك المجتمع الفني والثقافي وشجعت المصورين للمنافسة. المعرض المدعوم من «منظمة التصوير العالمية» حظي بحضور بأعمال فنية ل129 مصوراً من 23 بلداً والتي تم اختيارها من 18 مقوماً فنياً في «متحف موقت» تم تشييده خصيصاً لهذا الغرض بقيادة رئيس المقومين الفنيين زيلدا شيتل. تحكي عدداً من الصور الحياة في الماضي بشكل قصصي فوتغرافي كما هو الحال في معرض «إتاحة المجال»، كما تناول النظرة الاستعمارية الخارجية التي عانت منها الهند في حقب زمنية ماضية. حول ذلك يقول ابن ثالث: «التصوير ينهض بالمجتمع من خلال التوثيق للحقب الزمنية الماضية ويحفظ التاريخ للأجيال المقبلة، كما يقرب بين ثقافات الأمم الأخرى، إضافة أيضاً إلى إضافة الجمال على الواقع الحالي»، واستشهد بمدينة فلورنس التي حضرت في المؤتمر وقال: «لو لم يأت أمير في تلك الحقبة ويكرم الفن لم نر صورها في زمن الحاضر». الصورة الذاتية (السيلفي) هي الأخرى حضرت من بوابة تسليط الضوء على الذات، لتتساءل عن ماهية فهمنا للآخر وكيف يتشكل في دواخلنا من خلال الصورة، وكيف بدت تلك الصور لغة تحكي وتفسر وتثير تساؤلاً كيف نشكل أنفسنا وكيف نود أن نظهر وهل تشكل الصورة اهتماماً في وجداننا الذاتي. «السلفي» وغيرها من بقية الفنون الصحافية حضرت كجرعة متوسطة لغير المتخصصين لتحيي الجانب الفني والجمالي لديهم وتخلق نوعاً من المنافسة بين المصورين. يقول ابن ثالث: «عدد من المصورين طلبوا المشاركة في المرات المقبلة، وهذا أمر محفز للإبداع، لتصبح الجائزة مظلة للشرق والغرب، وكذلك قاعدة فنية للمصورين الخليجيين». وتطرق إلى أن الجائزة حرصت أن يقترب المصور المبتدئ إلى المحترف أكثر، فيستلهم الأول من الثاني تجربته «ستجد في المعرض مدير غاليري يشرح لمن يريد أن يقوم بمعرض خالص آلية البدء وكيفية التعامل مع ذلك» مشدداً على أن استلهام مثل هذه التجارب لا تكون إلا من خلال المعارض. ونفى إيقاف أي عمل فني أو أي تدخل في شؤون الفنانين إلا في الجانب الذي يتعارض مع قانون دولة الإمارات، ووصف عملية استقطاب الفنانين بأنها تمت من خلال المُقومين الفنيين ومن خلالهم يتم استقطاب أفضل المشاركين، متوقعاً أن تكون النسخة الثانية أكبر أربع مرات من النسخة الأولى، وقد تحضر الصورة الصحافية ضمن أفرع الجائزة، إلا أنه لم يحسم وقت إطلاق النسخة الثانية «ربما تكون بعد عامين أو ثلاثة، يعود الأمر للمسؤولين في الجائزة، المهم أن نقدم شيء مختلف وجديد ونراعي التطور». يذكر أنه بحلول العام 2018، سيحتضن حي دبي للتصميم مجمعاً إبداعياً متخصصاً يمتد على مساحة مليون قدم مربع. ويحتل المجمع الإبداعي مكانة مميزة كونه يخدم كمركز ثقافي مزدهر يُلهم المصممين والفنانين الناشئين ويجذب الزوار إلى المنطقة.