دان لبنان أمس التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مطار بروكسيل ومحطة مترو فيها صباح أمس، فيما أكد السفير اللبناني لدى بلجيكا رامي مرتضى أن «لا ضحايا لبنانيين مبدئياً في التفجيرات». وأبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى كل من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، ورئيس المجلس النيابي البلجيكي سيغفريد بريك، ورئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي كرستين ديفرن مستنكراً، وعزى بالضحايا، متمنياً الشفاء للجرحى. ودان رئيس الحكومة تمام سلام «هذا العنف المجاني الذي يرتكب باسم الدين من جماعات ظلامية لا رادع دينياً ولا أخلاقياً لها ويلحق أكبر الضرر بصورة العرب والمسلمين ويؤذي مصالحهم ويزيد الهوة بينهم وبين العالم الغربي». وقال: «ما شهدته بروكسيل وقبلها إسطنبول وأنقرة وباريس وغيرها، يؤكد أن المعركة مع الإرهابيين طويلة وهناك حاجة إلى عمل دولي جدي ومنسّق لضرب بؤر الإرهاب أينما كانت». وكان سلام اتّصل بنظيره البلجيكي شارل ميشال معزياً. ووصفت وزارة الخارجية الاعتداء بأنه «عمل انتقامي جبانا بعد يومين على الإنجاز النوعي للسلطات البلجيكية، بإلقاء القبض على المشتبه بكونه العقل المدبر لاعتداءات باريس». وقالت: «يخطئ التكفيريون الذين تبدو بصماتهم واضحة على هذه الجريمة النكراء، إذا ظنوا أنهم بمهاجمة وسائل المواصلات سيتمكنون من تقطيع أوصال العالم المتحضر». وأكدت «أنهم يزيدون عزيمتنا على مواجهة الإرهاب». وتوقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عند «انشغال الحكومات من أستراليا إلى روسيا، ومن اليابان إلى أميركا بوضع الخطط والبرامج لمكافحة الإرهاب ومكافحته». وذكر ب «جرائم النظام السوري الذي كان قتل عشرات الآلاف». وقال: «نظام الأسد هو السابق في الإرهاب في سورية، وداعش والقاعدة هما اللاحقان». وسأل: «من تراه يكون أشد إرهاباً: داعش والقاعدة أم نظام الأسد؟». ورأى النائب مروان حمادة خلال الندوة التي نظمها حزب «القوات» عن «الإرهاب ومكافحته في المنطقة» أن «العالم يسكت عن جرائم بلغت حد استعمال الغازات السامة والبراميل المتفجرة من قبل رجل لم يتحمل احتجاج أولاد درعا فاقتلع أظافرهم قبل أن يبيدهم». وقال: «نحن أمام مشهد آخر للانقلاب الزاحف في اتجاه بناء دولة الإرهاب في لبنان بالذات، انقلاب بطله حزب الله ورائده مللة إيران ووسطاؤهم فلول مخابرات الأسد». ولفت نائب وزير الداخلية الألماني غونتر كرينغز في مداخلته إلى أن «أفضل طريقة لمحاربة داعش هي جعلها أقل جاذبية في نظر الجيل الشاب». وأعرب رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل عن تضامنه «مع ضحايا الإرهاب في بلجيكا الصديقة التي قدمت للبنان الكثير من خلال يونيفيل والاتحاد الأوروبي، واحتضنت جاليتنا». ورأى «حزب الله» في هذه التفجيرات «استفحالاً لخطر المجموعات الإرهابية التكفيرية التي لا يسلم مكان في العالم من إجرامها»، لافتاً إلى أن «الإرهاب يحتاج إلى مواجهة شجاعة وجدية وتعاون إقليمي ودولي وسياسة واضحة». واعتبر المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان أن «الجريمة عملية مشبوهة تستهدف بالمقدمة قضايا العرب والمسلمين العادلة».