قتلت الوحدات الأمنية والعسكرية التونسية مسلحاً في «بن قردان» أمس، بعد محاصرته في أحد منازل المنطقة، فيما أعلن القيادي المنشق عن حزب «نداء تونس» الحاكم محسن مرزوق تأسيس حزب جديد «منافس لحزب النهضة الإسلامي». وأعلنت وزارتا الداخلية والدفاع التونسيتان في بيان مشترك أمس «القضاء على عنصر ارهابي مسلح في جهة الصياح في مدينة بن قردان، ضُبط بحوزته سلاح من نوع كلاشنيكوف وذخيرة حية وقنابل يدوية». كما جُرح 3 عسكريين و6 من الشرطة، إضافة الى مدني في العملية. وانطلقت العملية منذ أول من أمس، إثر توافر معلومات حول وجود عناصر مشبوهة في منطقة «الصياح» القريبة من مدينة بن قردان، حيث حاصرت الوحدات الأمنية والعسكرية المنزل واشتبكت مع العنصر المسلح الذي أطلق النار ورمى قنابل يدوية باتجاه القوات التونسية، قبل اقتحام المنزل والقضاء عليه صباح أمس. وجاءت هذه العملية بعد عملية أخرى مشابهة مساء السبت الماضي أسفرت عن قتل مسلحَين في جهة «المعمرات» في «بن قردان» اثر تحصنهما في منزل مهجور هناك. وتواصلت العمليات في «بن قردان» بعد أسبوعين من مهاجمة مجموعة ارهابية ثكنة للجيش ومديريتين للدرك والأمن في المدينة الواقعة جنوب البلاد. وتمكنت الوحدات الامنية والعسكرية من صد الهجوم الذي استخدم خلاله المهاجمون أسلحة رشاشة وسيارات رباعية الدفع وقتلت 49 عنصراً مسلحاً تابعاً لتنظيم «داعش». ومنذ هجوم بن قردان، الذي أحبطته القوات التونسية وأحبطت معه مخطط «داعش» الهادف الى إقامة ولاية إسلامية في المنطقة الحدودية مع ليبيا، فرضت السلطات حظر تجول في المدينة وأغلقت الحدود ونفذت حملة دهم أسفرت عن مقتل واعتقال عدد من المسلحين واكتشاف مستودعات أسلحة خزنها مقاتلو «داعش» في المدينة تمهيداً للسيطرة عليها. من جهة أخرى، أعلن مستشار سابق للرئيس الباجي قائد السبسي وقيادي منشق عن حزب «نداء تونس» الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس تأسيس حزب جديد يقوم على منافسة حركة «النهضة» الاسلامية التي تحتل المركز الأول في البرلمان. وأوضح القيادي المنشق عن نداء تونس محسن مرزوق، في مؤتمر صحافي أعقب تجمعاً لأنصاره في العاصمة، أن «مشروعنا ومشروع الإسلاميين متمايز ومختلف، لذلك نريد أن ننافسهم ونريد أن ننتصر عليهم بطريقة ديموقراطية وفي إطار الانتخابات وفي اطار الدستور، ونريد أن نحكم وحدنا حتى ننفذ مشروعنا العصري». وأضاف مرزوق، الذي انشق عن «نداء تونس» وتسبب في خسارته الصدارة البرلمانية: «لدينا اختلافات كثيرة مع حركة النهضة خصوصاً في الفصل بين الديني والسياسي ونعتبر أن العلاقة بين الديني والسياسي هي التي تخلق قاعدة وشروط التطرف الإسلامي». وجدد المستشار السابق للرئيس الباجي قائد السبسي دعوته إلى «تكوين غالبية جمهورية في مجلس نواب الشعب وخارجه لمنافسة حركة النهضة ومشروع الإسلام السياسي». وقال إن تأسيس «حركة مشروع تونس» يهدف إلى «استكمال المشروع الوطني العصري استناداً الى تاريخ حركة الإصلاح التونسية وإلى فكر الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة» (أول رئيس لتونس بعد الاستقلال).