أعلن الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي تأسيس حزب جديد يحمل اسم «حراك تونس الإرادة» بعد سنة من خسارته الانتخابات الرئاسية، في وقت انقسم حزب «نداء تونس» الحاكم رسمياً بعد إعلان الأمين العام المستقيل انفصاله عن الحزب نهائياً. وقال المنصف المرزوقي في مهرجان شعبي مع أنصاره في العاصمة التونسية أمس، إنه أسس رسمياً حزب «حراك تونس الإرادة» بهدف «إعادة الأمل في بناء تونس والنهوض باقتصادها وحماية مسارها الديموقراطي والدفاع عن الحريات الأساسية» بحسب تعبيره. وكان المرزوقي (70 سنة) تقدم بطلب رسمي لدى السلطات التونسية بتأسيس حزب جديد بمناسبة الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة التونسية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ومن المنتظر أن ينصهر حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي أسسه وترأسه سابقاً، في هذا الكيان الجديد. وانتقد المنصف المرزوقي في خطابه أمام أنصاره الرباعي الحاكم في تونس (نداء تونس والنهضة والوطني الحر وآفاق تونس) على جميع المستويات، معتبراً أن «الحكومة تتسامح مع اللصوص وناهبي المال العام وتشرع للفساد وهو ما ظهر جلياً في قانون الموازنة الذي صادق عليه البرلمان أخيراً». وأفصح الرئيس السابق عن تشكيل هيئة تأسيسية للحزب الجديد تضم 40 قيادياً غالبيتهم من قيادات حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ومستقلين، وفي مقدمهم مستشاره ومدير حملته الانتخابية عدنان منصر وأمين عام «المؤتمر» عماد الدايمي. ويعمل المنصف المرزوقي على استعادة الرئاسة التي خسرها العام الماضي أمام منافسه الباجي قائد السبسي، بعد قيادته البلاد طيلة ثلاث سنوات (بين 2011 و 2014) عرفت خلالها تونس تراجعاً اقتصادياً واجتماعياً وانتشاراً للتطرف والهجمات المسلحة التي استهدفت الأمن والجيش. في غضون ذلك، قال الأمين العام السابق لحزب «نداء تونس» في مؤتمر صحافي أمس: «قررنا الانفصال عن نداء تونس، ولم تعد تربطنا أي علاقة بهذا الحزب الذي هو في حكم المنحل»، مشيراً إلى إمكان عقد مهرجان شعبي مطلع الشهر المقبل، للإعلان عن حزب جديد. وأتى هذا الانفصال النهائي بعد شهور من الخلافات حول قيادة الحزب بين نائب رئيس الحزب ونجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي الذي يواجه تهماً بمحاولة وراثة الحزب عن والده، وبين الأمين العام محسن مرزوق وقيادات موالية له محسوبة على التيار اليساري. والأسبوع الماضي، أعلنت لجنة توافقية شكلها الرئيس الباجي قائد السبسي لقيادة الوساطة طرفي النزاع في الحزب عن خريطة طريق لحل الأزمة بعقد مؤتمر توافقي في كانون الثاني (يناير) المقبل، ومؤتمر انتخابي منتصف العام المقبل، وهو ما رفضه التيار الموالي لمحسن مرزوق. وأصدر المنسحبون بياناً أكدوا فيه «استمرارهم في مواصلة المشروع الوطني الإصلاحي العصري» الذي تأسست عليه حركة «نداء تونس» وتصديهم «للمسار غير الديموقراطي القائم على التعيينات بالولاءات والمساومات والذي يستهدف تصفية المبادئ والأهداف التي بني عليها المشروع الوطني العصري لحركة نداء تونس» بحسب بيان لهم. كما أكدوا انفصالهم التام «عن كل المكونات والهياكل المسؤولة عن الأزمة الحالية، وعن إعادة إنتاجها، والتنكر لشرعية المسار غير الديموقراطي، وعدم الاعتراف بكل القرارات الصادرة عنها». وصرح محسن مرزوق، الذي كان مستشاراً سياسياً للرئيس الباجي قائد السبسي ومدير حملته الانتخابية، بأن «النواب والقيادات الشبابية والنسائية سيواصلون مشروع «نداء تونس» لكن وفق أطر وهياكل جديدة»، مضيفاً أن يوم 10 كانون الثاني المقبل، سيشهد ولادة الكيان السياسي الجديد. في المقابل يسير الشق الموالي لنجل الرئيس (مجموعة القصر كما يسميها أتباع محسن مرزوق) نحو عقد مؤتمر مطلع الشهر المقبل، واعتبر القيادي في الحزب بوجمعة الرميلي أن «أي كيان سياسي خارج نداء تونس مصيره الفشل».