كشفت مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي في المنطقة الشرقية لطيفة التميمي، عن وجود أربع فتيات في الدور الاجتماعية، يعانين من عنف ذويهن، ما دفعهن إلى رفض العودة إلى أسرهن. وقالت ل «الحياة»: «نعمل حالياً، على تأهيلهن تمهيداً لدمجهن في الدور الاجتماعية. ولا تزال أوضاعهن قيد الدراسة». وذكرت التميمي، أنه «في حالات رفض الأسر تسلم بناتهم، وبخاصة المتورطات في قضايا جنائية أو إدمان على المخدرات، تتم إحالتهن إلى دور اجتماعية، مثل دور الأيتام ودور حماية المعنفات، والتي تتوفر فيها مقومات الحياة العادية كافة، وكأنهن في منازلهن. كما نحاول تأمين وظائف لهن»، مشيرة إلى أن بعضهن «يعانين من ضغوط نفسية». وأضافت «نلجأ إلى الجهات الإدارية العليا، وقد يتم التنسيق مع شرطة المنطقة، لإجبار الأب على تسلم ابنته، مع تعهده بعدم إيذائها، وضمان حقوق الفتاة. ويُلزم الأب بعدم إيقاع الضرر، وإلا تطبق عليه عقوبات قضائية. وفي بعض الأحيان نلجأ إلى تزويج هؤلاء الفتيات، أو تسليم الفتاة إلى أحد الأقارب المحارم، بعد موافقة ولي أمرها». وكشفت فتيات في دار الحماية الاجتماعية في الدمام، ل «الحياة» عن معاناتهن من اضطرابات نفسية، بسبب ما يواجهنه من «عنف» من قبل ذويهن. وقالت إحداهن: «إن إحدى زميلاتي في الدار، تعاني من مشكلة ملاحقة والدها لها، إذ توعد بقتلها فور خروجها من الدار»، مضيفة ان «إدارة الدار تتواصل مع جهات معنية، لإيجاد حل لمشكلتها، خصوصاً أنها بدأت تعاني من حال نفسية مزرية». وذكرت الفتاة، «كنت مهددة من قبل أخي بالقتل فور خروجي من الدار. لذا رفضت في بادئ الأمر، الذهاب معهم. إلا أن فريق التأهيل التابع للدار، عملوا على إصلاح ذات البين، ووفروا التأهيل النفسي لأسرتي ومن توعدني». وتروي فتاة أخرى، كانت في دار الحماية، وخرجت بعد توصل فريق التأهيل النفسي والأسري، وأهل الفتاة، إلى حل يضمن توفير الحماية لها، «خضت تجربة الإدمان على المخدرات، وعندما علم والدي المنفصل عن والدتي بذلك، ضربني وطردني من المنزل. وبقيت لمدة يومين تائهة في شوارع الدمام، إلى أن توجهت إلى مجمع الأمل للصحة النفسية، وبدأت مرحلة العلاج، في قسم التنويم. وحاولت إدارة المستشفى التواصل مع والدي، لاستلامي بعد ان تعافيت، إلا أنه رفض، وتبرأ مني، فتم تحويلي إلى دار الحماية الاجتماعية، التي بقيت فيها لما يزيد عن سبعة أشهر. إلى أن تم رفع قضيتي إلى جهات ذات صلة». وتشير إلى أن من قادها إلى الإدمان هي «إحدى صديقاتي، إذ شجعتني على تعاطي المخدرات. إلى أن أدمنت. وندمت لاحقاً. ولكن الندم لم يكن ينفع حينها». وتوضح مشرفات في دار الحماية، أن أوضاع الفتيات «تخضع لدراسة كاملة»، مشيرات إلى «تدني أعدادهن حالياً، مقارنة في الأعوام الماضية، إذ لم يبق سوى أربع فتيات، يخضعن لعلاج نفسي وتربوي شامل. كما تنفذ جلسات تأهيلية لأسرة الفتاة، لتقبلها بعد خروجها من الدار، لأنهن يعانين من اضطرابات نفسية قد تقودهن إلى مشكلات جديدة مع أسرهن، خصوصاً أن سبب تلك المشكلات هو سوء التصرف والانخراط في أمور سلبية. علماً أن غياب الوعي والتربية وضعف الوازع الديني، تُسهم إلى حد كبير في تفكك الأسرة».