توقف جميع الزائرين (أولهم وزير الماء والكهرباء المهندس عبدالله الحصين) أمام الجثمان (المحنط) الذي وضع أمام جناح جامعة الملك عبدالعزيز داخل المعرض، حيث اعتلت الدهشة الجميع عندما عرفوا أن الجثمان الذي يستخدم لتدريب طلاب كلية الطب في الجامعة تم تحنيطه منذ ما يقارب العام، وما زال يحتفظ بكل تفاصيله بصورة تثير الدهشة. ووقف الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام الحياني وكيل كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز والمهندس يحيى عبدالرزاق بدر (يرويان قصة المومياء) فقالا: «حصلنا على براءة الاختراع منذ 11 سنة من الاتحاد الأوروبي، إذ نجحنا في تطور تقنية التحنيط بإنشاء جهاز جديد نستغني من خلاله عن مادة ( الفور ملين) المسرطنة التي كانت تستخدم في السابق وتمثل تهديداً للأطباء والطلبة على حد سواء، والجهاز قادر على إنتاج (مومياء) كل 10 ساعات، واستخدمناه في تحنيط جثمانين يتدرب عليهما طلبة كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في الوقت الحالي». وأكد بدر أن التقنية الجديدة التي تعتبر من أهم الاختراعات في السنوات الماضية لم يتوقف أمرها على تحنيط الجثث التي يتدرب عليها طلاب كليات الطب، بل هناك اختراع جديد يتمثل في معالجة قرحة القدم السكرية (الغرغرينا) للمرضى. وقال: «يرتكز الجهاز على أربع مراحل ويعمل آلياً بالكومبيوتر ويعتمد على فكرة تحنيط الجزء الميت لدى مريض «الغرغرينا» بطريقة المومياء، وإيقاف التسمم بالدم الناتج من تحلل الجزء الميت ومنع النسيج السليم من التلف بسبب هذا التحلل، وهو يعد الحل الوحيد للمرضى الذين لا يتحمل وضعهم الصحي التخدير. وأشار إلى أن الجهاز يتكون من مضخة هواء وخزان محلول التحنيط وخزان ايثانول ممدد وخزان ماء، مع دائرة تسخين وأسطوانات أوكسجين وصمامات تحكم وصمامات عدم رجوع وكونترول يعمل بالكمبيوتر وحوض معالجة القدم الذي يحتوي مدخل السوائل ومدخل الهواء ومدخل الأوكسجين ومخرج رمي المخلفات وإطار إحكام هوائي حول القدم ومحبسات استشعار مستوى المحلول الأدنى والأعلى وأخيراً يحتوي النظام على خزان المخلفات المتضمن كيس المخلفات والتوصيلات. يذكر أن الفعاليات المصاحبة لمعرض (ابتكار 2010) خلال اليومين المتبقيين تشمل محاضرة هامة يقدمها الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز عن «الابتكار بين الواقع والمأمول»، يتحدث خلالها عن الابتكار تعريفه ومفهومه والآلات التي يحتاج إليها المخترع، كما يستعرض تجربته الشخصية في الابتكار والاختراع، ويجيب فيها عن سؤال مهم عن «المعيار الذي يمكن أن يطلق من خلاله على الفكرة أنها ابتكار»، كما يسدي بوصاياه للمبتكرين . فيما سيجرى عدد من اللقاءات المتفرقة على مدار أيام المعرض يقدم خلالها المخترعون أفكارهم ومشاركاتهم، كما ينتظر أن يشهد المعرض تقديم أربع قصص نجاح لتجارب بارعة وصلت إلى السوق ونالت إعجاب الكثيرين.