تحولت مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن أمس (الخميس) إلى ميدان حرب أوجدته مناورات «رعد الشمال»، التي نقلت صورة واقعية لأحداث معارك عسكرية حقيقية، تخللها درس عملياته لخطط التصدي لأي اعتداءات محتملة من قوى أجنبية، ومواجهتها باستراتيجية قتالية شاركت فيها قوات تمثل 20 دولة، تضم أحدث وحداتها القتالية من قوات جوية، وبرية، وقوات خاصة، واستطلاع، واستخبارات عسكرية، وغيرها من الوحدات اللوجستية. وبعد إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إشارة بدء فعاليات المناورات الختامية، تحركت وحدات تمثل نحو 350 ألف جندي مشارك، و2450 مقاتلة جوية من أحدث المقاتلات، التي أظهرت سيطرة فائقة على الأجواء من ارتفاعات مختلفة، و20 ألف دبابة استهدفت في تكتيكاتها أهدافاً ثابتة ومتحركة، و460 حوامة هجومية من طرز وتسليحات مختلفة. ونفذت القوات المشاركة عمليات إنزال جوي، وتحريك مدرعات، والقيام بهجمات جوية، وإطلاق قذائف من دبابات على أهداف ثابتة ومتحركة، في مشهد وصف ب«القوي». أكد المتابعون أن المناورات تقام «في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني»، وأنها تعد «واحدة من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة، واتساع منطقة المناورات، ما يجعلها تحظى بالاهتمام على المستوى الإقليمي والدولي». وتركزت المناورات، التي استمرت طوال 18 يوماً، على «تدريب القوات المشاركة على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، إضافة إلى العمليات العسكرية التقليدية». المحلل الإماراتي عبدالخالق عبدالله، وصف «رعد الشمال» بأنها «الأضخم في تاريخ السعودية والمنطقة وربما المنطقة الإسلامية كلها. ومن هذا المنطلق، لا يمكن قراءتها على أنها تدريبات عسكرية فحسب فهي ذات دلالات عدة، من حيث المشاركات ووحدة الدول المشاركة، إضافة إلى الرسالة الضمنية التي تنطوي عليها لجهة كونها عربية وخليجية وإسلامية مشتركة».