ابتهج مثقفون باحتواء مقررات المرحلة الثانوية نصوص شعراء سعوديين مثل محمد الثبيتي وعبدالله الصيخان وعلي النعمي وعبدالكريم الجهيمان وغيرهم، ممن عاصروا مراحل الأدب السعودي، مما سيسهم، بحسبهم، في إثراء الطلاب خيالاً وإبداعاً. وقال الشاعر إبراهيم زولي ل«الحياة» الذي طرح الموضوع في تغريدة له على حسابه في «تويتر» إن ما يبهج حقاً أن منهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية (نظام المقررات) أعاد الاعتبار للأدب السعودي المعاصر، وكأنما تلك النصوص تشبه «عودة الابن الضال»، الذي تم تغييبه حقبةً من الزمن. وتابع: «في زمن مضي كانت المناهج شبه خالية من نماذج الأدب السعودي، ولم يكن حاضراً سوي أسماء لا نعرف عنهم شيئاً، ولذلك كان الطالب مغيباً عن الأدب المعاصر في وطنه، بقصد أو بغير قصد». من جانبه، قال الروائي أحمد الدويحي إن هذا أمر «كنا ننتظره»، فشاعر كبير في حجم محمد الثبيتي من المؤلم أن يكون خارج المناهج الدراسة. فيما رأى الكاتب ساري الزهراني أنه من المؤكّد أن تضمين مقررات التعليم بعض النصوص الأدبية بأجناسها المتنوعة خطوة متأخرة، ومتأخرة جداً، «وخصوصاً إذا أخذنا السّياق التاريخي للحراك الأدبي والنقدي في المشهد الثقافي السعودي، الذي مرت عليه عقود، مع توافر عدد من الأدباء والشعراء على امتداد تأريخنا الأدبي، ممن أثبتوا قدرتهم على إنتاج النص الأدبي المتحول والمتعدد قراءة ونقداً». وأضاف «من المخزي حقاً، أن يُعرف بعض الأدباء السعوديين في المشهد الثقافي للوطن العربي، ويغفل تعمداً أو جهلاً به في خريطة الأدب السعودي، ومن المخزي - أيضاً - أن تظلّ مناهج التعليم أسيرة لفكر أحادي الرؤية والمنطلق والهدف، ويزيد الخزي أن يجهل الطلاب، خصوصاً في المراحل المتقدّمة، من هم هؤلاء». إلى ذلك، قال الناقد حسين بافقيه إن النصوص المتنوعة والحديثة لأدباء سعوديين ينتمون إلى أجيال مختلفة وتجارب فنية متنوعة، تنفي الأقوال المرسلة التي يثيرها جماعة من المثقفين، يتهمون فيها المقررات الدراسية بأنها خالية من نصوص شعرية ونثرية للأدباء السعوديين، وأنها تنحاز إلى تيار بعينه، «عرفنا اليوم أن هذه المقررات الدراسية لا مشكلة لديها مع الأدب الحديث والثقافة الحديثة».