الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية (4)
نشر في المدينة يوم 11 - 08 - 2010

أمّا مقرر البلاغة والنقد المقرر على البنات فيقدم من الصف الأول الثانوي حتى الثالث ثانوي، وهو الوحيد من مقررات اللغة العربية الذي جاء مختلفًا عن مقررات البنين، إذ إن جميع مقررات اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم موحدة للبنين والبنات، باستثناء مادة البلاغة والنقد، ولا أجد سببًا مقنعًا لذلك -ولعل القائمين على المناهج في وزارة التربية والتعليم يتنبهون إلى هذا الأمر في الأعوام القادمة، فالمقرر الذي يقدم للبنين قوي في مادته العلمية، ويصلح أن يُدَرّس للبنين والبنات أسوة ببقية المقررات– ومع ذلك فإن مقرر البلاغة والنقد المقدم للبنات يحوي نماذج كثيرة من الأدب السعودي على امتداد الفصول والسنوات الدراسية، ففي مقرر الصف الأول ثانوي، نقف على (بيتين شعريين لحسن عبدالله القرشي:27). أما مقرر الصف الثاني ثانوي / الفصل الدراسي الأول فنقف على النماذج الآتية: (خمسة أبيات لمحمّد حسن فقي:11)، (أربعة أبيات لطاهر زمخشري:12)، (أربعة أبيات لمحمّد حسن فقي:8)، (بيتان لمحمّد علي السنوسي:22)، (ثلاثة أبيات لحسن عبدالله القرشي:24)، (بيتان لطاهر زمخشري:31)، (بيتان لمحمّد حسن فقي:36)، (بيتان لطاهر زمخشري:37)، (ثلاثة أبيات لحسن عبدالله القرشي:50)، (ثلاثة أبيات لمحمّد حسن فقي:50)، (بيتان لطاهر زمخشري:51)، (بيتان لمحمّد بن علي السنوسي:58)، (عشرة أبيات لحسن عبدالله القرشي:58-59)، (ثلاثة أبيات لمحمّد حسن فقي:63)، (ثلاثة أبيات لمحمّد حسن فقي:68)، (ثلاثة أبيات لمحمّد بن علي السنوسي:78)، (بيت لمحمّد حسن فقي:108)، أما في الفصل الدراسي الثاني من المقرر نفسه فلا نعثر سوى على بيت واحد لطاهر زمخشري: 24)، وفي مقرر الصف الثالث ثانوي الفصل الدراسي الأول نقف على النماذج الآتية: (أربعة أبيات لحسن القرشي:79)، (خمسة أبيات لحسن القرشي:81)، (تسعة أبيات لخالد الفرج:87-88)، وفي الفصل الدراسي الثاني من المقرر نفسه نقف على نموذجين (حديث إذاعي لحسن عبدالله القرشي:29-30)، (وسبعة أبيات لعبدالرحمن الرفاعي:43)، وعلى الرغم من أن المقرر اشتمل على عدد كبير من نماذج الأدب السعودي، فإن ما يمكن أن يلاحظ هنا هو تكرار أسماء الأدباء السعوديين بصورة واضحة، فبدا كأنه لا يوجد أدباء سعوديين سوى محمّد حسن فقي، وحسن القرشي، وطاهر زمخشري، ومحمّد السنوسي، وكان بالإمكان أن تورد نماذج أخرى لأدباء آخرين من أدباء المملكة كما حدث في المقرر المقدم للبنين.
أما مقرر المطالعة فليس فيه سوى نص شعري واحد للشاعر غازي القصيبي بعنوان (جسر الملك فهد)، ولم يعرف بالشاعر، وإنما وردت أسئلة بعد النص كان أولها: ماذا تعرف عن الشاعر؟ وما مناسبة النص؟ ولقد كانت الفرصة مهيّأة بصورة كبيرة في مقرر المطالعة لإدخال كثير من النصوص الشعرية والنثرية لأدباء سعوديين، خصوصًا وأنها قدمت موضوعات كثيرة ومتنوعة، ولكنها في الغالب تقدم الموضوعات دون إشارة إلى مصدرها أو أسماء أصحابها، وأحيانًا تقدّم موضوعات لأدباء عرب أمثال: العقاد، وأحمد أمين، وعلي الطنطاوي، وغيرهم. وكان بالإمكان إدخال كثير من المقالات والقصائد لأدباء سعوديين والتعريف بهم في الهامش؛ ليسهم مقرر المطالعة في التعريف بالأدب السعودي وأدبائه.
ويمكن لنا بعد هذه القراءة الإجابة على أسئلة البحث الأولى:
فالمادة المقدمة عن الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية تبدو متوسطة في حجمها ومستواها العلمي، ولكنها قابلة للتعديل والتجديد والتحديث، خصوصًا وأن المساحة التي خُصِّصَتْ لدراسة الأدب السعودي ضمن سياقه التاريخي في الأدب العربي مساحة ممتازة؛ إذ منح فصلًا دراسيًّا كاملًا، ومن ثم يمكن توسيع هذه المادة، وزيادة حجمها، وتجديد وتحديث معلوماتها.
وقد رتبت هذه المادة ترتيبًا تاريخيًّا وموضوعيًّا، فالترتيب التاريخي يبدو واضحًا في التحديدات الزمنية للمراحل، والترتيب الموضوعي يبدو من خلال الحديث بداية عن الشعر، ثم النثر، وقد كان نصيب الشعر أكثر من نصيب النثر من حيث الحديث عنه، ومن حيث النماذج المختارة، وهو أمر غير طبيعي ففنون النثر أكثر من الشعر، ولو أنه أعطي حقه من الدراسة، وذكرت جميع فنونه لاحتل مساحة أكبر.
أما المراحل التي استأثرت بالنصيب الأوفر، فهي المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من مراحل تطور الأدب السعودي، وهذا يشير إلى خلل واضح في الإعداد؛ إذ ليس منطقيًّا أن تقدم في مقرر مطبوع عام 1430ه/1431ه، مادة علمية تتوقّف عند الثمانيات والتسعينيات الهجرية، ولا تشير إلا إلى جيلين أدبين فقط، وتتجاهل رحلة طويلة، وتاريخًا حافلًا وأسماء كبيرة، لذلك يمكن القول بأنه لا توجد أسس بني عليها اختيار المراحل والنماذج سوى أساس واحد وهو الاتكاء على الإعداد القديم لهذا المقرر –أعني مقرر وزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى- الذي ربما يعود إلى مرحلة التسعينيات الهجرية، ومن ثم فإنه سيبدو منطقيًا جدًا أن يتوقف الحديث عند مرحلتين وجيلين إذا ما اتفقنا على أن مادة الكتاب الفعلية والموجودة حاليًا أعدت في مرحلة مبكرة ربما تعود إلى التسعينيات الهجرية وظلت على حالها.
أما التحليل الأدبي للنصوص فقد اعتمد الطريقة المدرسية التي تقدم النص، وتعرف بصاحبه، وتشرح النص وتستخرج بعض صوره البلاغية، وهي طريقة تقليدية لكنها تبدو مناسبة لطلاب المرحلة الثانوية، ومع ذلك فيمكن تعريفهم بطرائق أخرى كما فعل مقرر البلاغة والنقد الذي قدم دروسًا نظرية في نقد الشعر والمسرح والمقالة والقصة، وطبّق عمليًّا مختارًا بعض النماذج من الأدب السعودي، وهذا المقرر بالجهد والتجديد المبذولين فيه يعد أنموذجًا جميلًا للتطوير الذي يمكن أن يجرى على المقررات الدراسية، وخصوصًا مقررات اللغة العربية.
إذن كيف تبدو الصورة في النهاية؟ هل لها وجه واحد؟ أم عدة أوجه؟
يمكن القول بأن للصورة عدة أوجه!!
فصورة الأدب السعودي في مقرر الأدب العربي التابع لوزارة التربية والتعليم تبدو ناقصة ومبتورة، وينقصها الكثير لتكتمل، أما صورة الأدب السعودي في مقرر الأدب العربي التابع للمعاهد العلمية، فتبدو أفضل من صورته في مقرر وزارة التربية والتعليم، ومع ذلك فإن الحرص على الإيجاز الشديد أثّر على المادة المقدمة، وحرمها كثيرًا من الجوانب التي كانت بحاجه إليها.
أما مقرر البلاغة والنقد فليس معنيًا بالأدب السعودي، ومع ذلك احتوى على نماذج كثيرة مختارة من الأدب السعودي، وهذا ربما يضيف شيئًا من الجمال على صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية، ويفتح بابًا للإضافة والتحسين، فهناك مقررات كثيرة يمكن أن تقدم نماذج مختارة من الأدب السعودي مثل مقرر (المطالعة) في المرحلة الثانوية على امتداد السنوات الثلاث ومقرر (المهارات اللغوية) في المعاهد العلمية على امتداد السنوات الثلاث، ولعل في الملحوظات والاقتراحات التي سأقدمها ما يساعد على تحسين صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية.
الملحوظات والاقتراحات:
ويمكن من خلال ما تقدم تسجيل أبرز الملحوظات على مادة الأدب السعودي المقدمة لطلاب المرحلة الثانوية في النقاط الآتية:
1-غياب المقدمات المهمة في بعض المواضع، وضعفها وقصورها في مواضع أخرى، فعلى سبيل المثال بُدِئ الجزء الخاص بالأدب السعودي في مقرر المرحلة الثانوية التابع لوزارة التربية والتعليم مباشرة بعنوانين: الأول: الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، والثاني تحته مباشرة: المرحلة الأولى: من بدء الدعوة حتى تأسيس المملكة (1157م-1351ه)، وكان الأولى أن يبدأ بمقدمة تتحدث عن رؤية الدارسين للأدب السعودي وتقسيمهم التاريخي له، وأنهم يرون أنه مر بمرحلتين الأولى قبل بداية توحيد المملكة، والثانية بعد توحيد المملكة، ثم بعد ذلك يأتي الحديث عن كل مرحلة. وهذا الكلام أيضًا ينطبق على مقرر المعاهد العلمية الذي بدأ أيضًا بلا مقدمة، وإنما بدأ مباشرة بعوامل نهضة الأدب السعودي.
أما المقدمات الناقصة والضعيفة فتنطبق على مقدمات الشعر والنثر في مقرر وزارة التربية والتعليم التي غلبت عليها الإنشائية، وعدم دقة المعلومة، وقدمها، بحيث يفهم من خلالها أن الحديث متوقف عند فترة زمنية قديمة جدًّا لا تتجاوز الجيلين الأول والثاني من الأدباء السعوديين، ولا تشير مطلقًا إلى التطوّر الكبير الذي حدث في الأدب السعودي، ولا إلى أي اسم من أسماء الأدباء الكبار الذين لمعوا فيما بعد في سماء الأدب السعودي.
2- غياب الحركة النقدية تمامًا من كلا المقررين، مع أن الحركة النقدية جزء مهم في الأدب السعودي الحديث، بل إنها هي التي أسهمت في نموه وتطوره على امتداد رحلته وأجياله، وهناك أسماء مهمة، وكتب نقدية، ودراسات علمية كان يجب أن يعرفها دارس الأدب السعودي، وهذا يعني أنه يجب أن يفرد داخل مادة الأدب السعودي جزء للحركة النقدية يذكر فيها مراحل النقد الأدبي في السعودية وأبرز أعلام كل مرحلة، وأهم الكتب والدراسات التي ألفت حول مختلف فنون الأدب السعودي.
3- غياب الحديث عن المسرح السعودي، فهو على الرغم من تأخره عن بقية الفنون في الأدب السعودي، فإنه موجود، وله رواده والمهتمون به، وهناك عدد من الدراسات التي كتبت عن المسرح السعودي. يمكن الإفادة منها.
4- الحديث عن الفنون الأدبية في الأدب السعودي –الشعر والنثر- كان حديثًا ناقصًا ومبتورًا– خصوصًا في المقرر التابع لوزارة التربية والتعليم، فالحديث عن الشعر توقف عند جيلين فقط هما الجيل الأول والجيل الثاني، ولذلك غاب الحديث عن حركة الشعر الحر، وغابت كثير من الأسماء الشعرية المهمة في فضاء التجربة الشعرية السعودية: مثل سعد الحميدين، ومحمّد الثبيتي، ومحمّد الحربي، وعبدالله الصيخان، وعبدالرحمن العشماوي، وأحمد بهكلي، وإبراهيم مفتاح، وإبراهيم صعابي، وحسن السبع، وجاسم الصحيح، وعبدالله الرشيد، ومحمّد حبيبي، وإبراهيم زولي، وغيرهم من الأسماء المهمة المنتمية إلى كافة أجيال الشعر السعودي، وهذا لا يعني أن يَذْكر الكتابُ كل أسماء الشعراء السعوديين، ولكن على الأقل أن يقدم أمثلة لكل الأجيال الشعرية.
كما غابت أيضًا قصيدة النثر وأصحابها –وإن كان هناك من لا يعترف بها- لكن الكتاب المقرر اعتمد المنهج التاريخي، وقصيدة النثر وكُتّابها جزء من تاريخ الحركة الشعرية في السعودية، وهم حاضرون في المشهد الشعري، وكان ينبغي الإشارة إليها ولو إشارة عابرة تثبت حضورها، وتذكر أبرز أعلامها.
أما الحديث عن النثر فقد حصر في القصة والمقالة فقط، وجاء ناقصًا أيضًا، وتوقف كسابقة عند جيلين فقط هما الجيل الأول والثاني من الأدباء السعوديين. لذلك قد يبدو غريبًا جدًا أن يغيب عن القصة القصيرة أسماء (محمّد علوان، وحسين علي حسين، وجارالله الحميد، وعبدالعزيز مشري، وعبدالله باخشوين، وسباعي عثمان، وعبده خال، وخالداليوسف، وعبدالعزيز القصيبي، ومحمّد الشقحاء، ويوسف المحيميد، وبدرية البشر، وخيرية السقاف، وشريفة الشملان، ورقية الشبيب) وغيرهم من الأسماء المهمة المؤثرة في تطور القصة القصيرة، ويحضر سعد البواردي وحسن القرشي، وكلاهما جرّب كتابة القصة القصيرة في فترة مبكرة من حياته، واستقر على الشعر وشهر شاعرًا وليس قاصًا.
كما قد يبدو غريبًا غياب أسماء مهمة في الرواية السعودية أمثال: (إبراهيم الناصر، ورجاء عالم، وعبده خال، ويوسف المحيميد، وعبدالعزيز مشري، وقماشه العليان، وليلى الجهني، ومحمّد حسن علوان، ورجاء الصانع، وأميمة خميس، وتركي الحمد، وغازي القصيبي، وعبدالحفيظ الشمري) وغيرهم من الأسماء المهمة في رحلة الرواية السعودية، ولا يتعرف الطالب في المرحلة الثانوية إلا على حامد دمنهوري وروايتيه.
وكان حق القصة القصيرة أن تفرد بحديث مستقل يتناول مراحل تطورها منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، ويذكر أعلام كل مرحلة، ويشير إلى التطور الكبير الذي حدث فيها –كمًّا وكيفًا- ويقدّم ولو أنموذجًا لكل مرحلة.
كما كان حق الرواية -وهي الفن الأكثر حضورًا في الساحة الآن– أن تفرد بحديث مستقل يتناول مراحل تطورها منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، ويذكر أبرز أعلام كل مرحلة، ويشير إلى التطور الذي حدث فيها –كمًّا وكيفًا-
5- غياب مصدر المعلومات المقدمة، فلا توجد إشارة لأي مرجع من مراجع الأدب السعودي المهمة، وهذا الغياب يجرّنا إلى غياب آخر أهم، وهو غياب الإشارة إلى الدراسات العلمية أو الدراسات النقدية المهمة حول الشعر والقصة القصيرة والرواية والمقالة والمسرح، وأعتقد أن من حق الطالب أن يطلع على أبرز هذه الدراسات؛ لتكون معينًا له إذا أراد الاستزادة؛ ومن ثم غاب كثير من الأسماء التي قدمت دراسات مهمة في الأدب السعودي شعره ونثره.
6- النماذج الشعرية المختارة للدراسة تنتمي إلى المرحلتين الأولى والثانية من مراحل الشعر السعودي، وغابت بالتالي النماذج الشعرية الحديثة التي تمثل بقية أجيال الشعر السعودي، ولذلك ستجد الأسماء الشعرية التي اختير لها نماذج تتكرر في المقررين مع اختلاف النماذج فالشعراء الذين اختيرت لهم نماذج شعرية للدراسة والتحليل في مقرر وزارة التربية والتعليم هم: محمّد بن عثيمين، ومحمّد بن على السنوسي، وعبدالله بن إدريس، ومحمّد حسن فقي، ويتكرر اسم محمّد بن عثيمين ومحمّد السنوسي في النماذج المقدمة في مقرر المعاهد العلمية، ويضاف إليهم أنموذجان لحسن القرشي وأحمد إبراهيم الغزاوي، والأمر عينه ينطبق على اختيار النماذج النثرية.
7- الطريقة التي اتبعت في تحليل النصوص المختارة للدارسة هي الطريقة المدرسية التي تعرف بالشاعر، وتشرح النص، وتقدم بعض الصور البلاغية فيه، وهي ربما تبدو مناسبة لطلاب هذه المرحلة، ولكن أليس من حقهم أن يتعرفوا على طرق أخرى في التحليل والدراسة ولو عبر أنموذج واحد.
وبناء على ذلك يمكن اقتراح بعض الإجراءات العملية لتحسين مادة الأدب السعودي ومنها:
1- إعادة كتابة المادة العلمية عن الأدب السعودي المقدمة في مقرر الأدب العربي الحديث المقدم في المرحلة الثانوية –سواء في وزارة التربية والتعليم أو في المعاهد العلمية– بصورة جديدة وصياغة جديدة تتبع مراحل تطوره ونموه، وتقدر له قيمته، ولأجياله حقّها، فإذا كنا نحن لا نعترف بأدبنا وأدبائنا فكيف نطالب الآخرين بالاعتراف بنا؟!
2- يُقدّم للمادة العلمية الجديدة بمدخل تاريخي موجز يتناول رحلة الأدب السعودي ومراحل تطوره، وفنونه وتطورها، تناولًا موجزًا وشاملًا يمنح الطالب انطباعًا أوّليًا كاملًا عن الأدب السعودي.
3- تضمن المادة العلمية الجديدة جميع الفنون التي طرقها الأدب السعودي (الشعر، المقالة، القصة القصيرة، الرواية، المسرح، الحركة النقدية). ويعطى كل فن حقه من الحديث، بحيث يشار إلي نشأته ومراحل تطوره، وأجياله، وأبرز أعلام كل مرحله أو جيل، وأبرز الكتب والدراسات التي تناولته، مع مراعاة الإيجاز قدر الإمكان بما يتناسب مع طلاب المرحلة الثانوية.
4- يجب أن يُنَوّع في النماذج الشعرية والنثرية المختارة بحيث تكون ممثلة لكل الأجيال والاتجاهات.
5- يمكن الاستفادة من كثير من المقررات وخصوصًا مقرر البلاغة والنقد، ومقرر المطالعة، ومقرر المهارات اللغوية في تقديم نماذج مختارة من الأدب السعودي؛ بحيث تسهم في زيادة حجم مادة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية، وتسهم في التعريف بكثير من أعلام الأدب السعودي، على أن يراعى في الاختيار التنوع بين الأجيال، وتقديم أسماء جديدة في كل مقرر.
6- يمكن الاستفادة من الهامش لتقديم تعريف بالأدباء السعوديين، وذكر أسماء الكتب والدراسات المهمة حول كلّ فن، وهذا سيضيف رصيدًا علميًّا للمادة المقدمة، ويسهم في تحسين واكتمال صورتها.
وبعد:
فهذه محاولة لإلقاء الضوء على صورة الأدب السعودي في مقررات المرحلة الثانوية حاولت من خلالها استقراء الواقع، وتحليله، وتقديم بعض الملحوظات والاقتراحات التي يمكن أن تسهم في تحسين الصورة واكتمالها، وأرجو أن أكون قد وفقت.
-------------
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة جازان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.