دافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن مشروع القوة العربية المشتركة التي تعقد الجامعة اجتماعاً الأسبوع المقبل على مستوى وزراء الدفاع والخارجية العرب لاعتماد وثيقة إنشائها في شكلها النهائي. وأكد أن القوة المقترحة «للدفاع وليس للاعتداء، وهي ليست موجهة ضد أي طرف، وإنما تهدف إلى ضمان أمن واستقرار الشعوب العربية والحفاظ على وحدة أراضيها». وأعلنت الرئاسة المصرية أمس أن السيسي سيزور روسيا الثلثاء المقبل لمدة ثلاثة أيام، يعقد خلالها لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء يعقبه غداء عمل موسع بحضور وفدي البلدين في الكرملين، ثم مؤتمر صحافي للرئيسين لعرض نتائج المحادثات الثنائية. كما سيلتقي «عدداً مع كبار المسؤولين الروس ورؤساء كبريات الشركات الروسية». وبدا أن الزيارة الثالثة للسيسي إلى روسيا سيغلب عليها الملف الاقتصادي، إذ أوضح البيان الرئاسي أن الزيارة «تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية، وستتيح الفرصة لتعزيز التعاون مع روسيا في مختلف المجالات، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، لا سيما أن روسيا تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر». وأضاف أن «القمة المصرية - الروسية سيتم خلالها البحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ودعم التعاون والعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية وجذب مزيد من الاستثمارات الروسية إلى مصر». وكان السيسي استقبل أمس المستشار الاقتصادي في الديوان الأميري الكويتي يوسف الإبراهيم، وتطرق النقاش إلى خطوات إنشاء القوة العربية المشتركة التي كان السيسي اقترحها قبل أن تقرها القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ في آذار (مارس) الماضي. وأكد الإبراهيم «أهمية تعزيز الدفاع العربي المشترك وتضافر الجهود العربية لمكافحة الإرهاب»، ما رد عليه الرئيس المصري بتأكيد أن «اقتراح القوة العربية المشتركة يستهدف إنشاء قوة عربية للدفاع وليس للاعتداء، وهذه القوة ليست موجهة ضد أي طرف، وإنما تهدف إلى ضمان أمن واستقرار الشعوب العربية والحفاظ على وحدة أراضي الدول العربية ومقدراتها». ونقل بيان رئاسي «إشادة المسؤول الكويتي بالخطوات الفاعلة التي تتخذها مصر في ملف مكافحة الإرهاب، مثنياً على المنظور الشامل الذي تتبعه مصر في مكافحة تلك الآفة الخطيرة. وأعرب عن تمنياته بأن تكلل الجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد بالنجاح، بما يصب في مصلحة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك». وأوضح الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف أن الإبراهيم نقل إلى السيسي «خالص تعازي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في وفاة والدته»، فيما أكد السيسي أن «العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين تزداد عمقاً ورسوخاً يوماً تلو الآخر». وأشار إلى أن الإبراهيم «أشاد بمشروع قناة السويس الجديدة، معتبراً المشروع نقطة انطلاق جديدة للاقتصاد المصري تضاف إلى العديد من المشاريع الاقتصادية التي تسعى الحكومة إلى تدشينها». وأعرب عن تطلع بلاده «للعمل والاستثمار في مشروع التنمية في منطقة قناة السويس، لما سيوفره هذا المشروع من فرص استثمارية واعدة تساهم في توفير فرص العمل وتشغيل الشباب». ورحب الرئيس بالاستثمارات العربية في المشروع، مؤكداً أن «مصر تتطلع إلى مشاركة أشقائها العرب في تنمية منطقة القناة، بما يساهم في إعطاء دفعة للعمل العربي المشترك على المستوى الاقتصادي، لا سيما في ضوء ما اتخذته مصر من إجراءات وما أصدرته من تشريعات لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات وتذليل العقبات كافة أمام المستثمرين». إلى ذلك، اجتمع وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس بنائب مستشار الأمن القومي البريطاني غوين جنكينز الذي يزور مصر على رأس وفد بريطاني للتشاور والتنسيق في شأن تطورات الأوضاع الإقليمية. وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد أن اللقاء تناول «تطورات الأوضاع في ليبيا والعراق واليمن وسورية، وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، والتنسيق بين مصر وبريطانيا في هذا الشأن». وأكد شكري خلال اللقاء «أهمية الإسراع بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية، وضرورة أن يتجاوب مجلس الأمن مع مطلب الحكومة الشرعية الليبية برفع حظر السلاح المفروض عليها لتمكينها من محاربة الإرهاب على أراضيها». ورأى أن اللقاء «عكس تطابقاً في المواقف في شأن ضرورة توفير الدعم الدولي الكامل لحكومة الوفاق الوطني فور تشكيلها»، مشيراً إلى أن «نائب مستشار الأمن القومي البريطاني استمع إلى عرض متكامل من الوزير لرؤية مصر للأوضاع في سورية واليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتم الاتفاق على استمرار التشاور بين الجانبين».