تصدرت ملفات مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الثنائي في قطاعي الاقتصاد والطاقة، أعمال رابع قمة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين، التي عُقدت في موسكو الأربعاء. وفي بداية المؤتمر الصحفي عقب مباحثاتهما في «الكرملين»، جدد الرئيس الروسي التهنئة لنظيره المصري بافتتاح «قناة السويس الجديدة»، معربا عن أمله في «تطوير العلاقات بين البلدين». وأكد بوتين أن قضية مكافحة الإرهاب من أبرز الموضوعات في العلاقات بين البلدين، وشدد على أهمية تشكيل «جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب، بمشاركة اللاعبين الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما فيها سوريا». وأضاف الرئيس الروسي أنه تناول مع نظيره المصري البحث في «مسائل التصدي لمساعي التنظيمات الراديكالية»، وبالدرجة الأولى ما يُسمى بتنظيم «داعش» الإرهابي، كما أشار بوتين إلى أن مباحثات القمة تناولت «مختلف الملفات الاقتصادية، وأبرزها إنشاء منطقة تجارة حرة، وبناء محطة كهرذرية في مصر»، إضافة إلى بحث «الخروج بالتبادل التجاري (بين البلدين) نحو مسار مستدام من النمو». من جانبه، أشار الرئيس المصري إلى أن قمة الأربعاء هي الرابعة التي تجمعه بنظيره الروسي، خلال أكثر قليلاً من عام على توليه رئاسة مصر، الأمر الذي اعتبر أنه «يعكس حجم العلاقات بين البلدين». وأضاف السيسي بقوله: «في كل لقاء نتطلع إلى حجم التعاون الذى من الممكن أن يتطور في المجالات الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب، في منطقة تعاني من الإرهاب، الذي يؤثر على أمن واستقرار المنطقة والعالم». ويعد أبرز الملفات التي ظهرت في خطاب الرئيسين هو تبادل الآراء ب»قناة السويس الجديدة»، وإمكانية إقامة منطقة الصناعة الروسية، وتطلع السيسي بضرورة البدء في الخطوات العملية للمنطقة الصناعية الروسية بمنطقة القناة في إطار زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وقدم «بوتين» خلال كلمته 3 مبادرات لتنمية الاقتصاد المصري، وهي طرح فكرة التعاون في مجال الطيران المدني من خلال دراسة إمكانية تصدير طائرة سوبر جيت «ميج سيخوي»، لتلبية احتياجات الطيران المدني المصري وتواصل روسيا وتقديم دعمها لإعداد الكوادر المختصة، إضافة إلى تقديم عرض إمكانية مشاركة روسيا في وضع بناء البنية التحتية للقمح في الأراضي المصرية. وبحث الجانبان آخر التطورات في العراق واليمن وليبيا، في ظل ظاهرة الإرهاب التي تواجه الجميع، التي تمثل السبب الرئيس في استمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط. وقال «بوتين»: إن روسيا ومصر يعملان على تطوير التعاون فيما بينهما في مجال الطيران، حيث تبحث روسيا توريد 12 طائرة ركاب مدنية من طراز «سوخوي سوبر جيت 100 للقاهرة». وكان الرئيس المصري التقى الأربعاء الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن الذي يقوم بزيارة عمل لموسكو وحضور افتتاح فعاليات معرض «ماكس الدولي للطيران والفضاء»، وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن الرئيس أعرب عن تقدير مصر لمواقف الأردن المُشَرفة والمساندة لمصر، وهي المواقف التي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. ومن جانبه أكد العاهل الأردني على موقف بلاده الثابت إزاء مصر، مؤكدًا تضامن الأردن الكامل ومساندتها لمصر، وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية. وعلى الصعيد الإقليمي، أشاد الرئيس بالدور الذي تقوم به الأردن في إطار عضويتها في مجلس الأمن، مشيدًا بدفاعها عن مختلف القضايا العربية. وتباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية. كما استأثرت القضية الفلسطينية بجزءٍ هام من المباحثات، حيث تم التباحث بشأن سبل كسر الجمود في الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقًا للمرجعيات الدولية ووصولاً لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وعلى صعيد الموقف في ليبيا، تم التأكيد على أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. المزيد من الصور :