حذرت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين اليوم من إمكانية تحول جمهورية أفريقيا الوسطى إلى "بوسنة جديدة" وإبادة طوائف بأكملها على يد جماعات ذات معتقدات أخرى على مرأى من المجتمع الدولي. وقال مدير الحماية الدولية في المفوضية فولكر تورك، في مؤتمر صحافي اليوم عقب عودته من بانجي إن "حالة جمهورية أفريقيا الوسطى تذكرني بكتاب وقائع موت معلن (للكاتب الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للأدب غابريل غارثيا ماركيز)، حيث نعرف ما سيحدث قبل حدوثه"، مضيفاً: "منذ عملي قبل 23 عاما في المفوضية، رأيت القليل من الأوضاع المعقدة والملحة مثل الخاصة بجمهورية أفريقيا الوسطى. للأسف، هذا يذكرني كثيرا بما حدث في البوسنة". وأكد أن مسلمي جمهورية أفريقيا الوسطى مهددون باستمرار، والطوائف المسلمة في معظم الحالات، مطوية تحت الحصار، وإذا تجرأ أحد على الخروج، يتم إطلاق الرصاص عليه من قبل جماعة "انتي بالاكا" المسيحية. وتواجه جماعة "أنتي بالاكا" منذ كانون أول (ديسمبر) الماضي أنصار تحالف "سيليكا" المسلمين، الذين كانوا وصلوا للسلطة من خلال انقلاب في آذار (مارس) 2013. ومنذ السبت الماضي، قتلت جماعة "انتي بالاكا" وميليشيات أخرى ترتدي زي الجيش الوطني ما لا يقل عن ثمانية مسلمين وأصابت آخرين في بانجي. وقال تورك إن "المسلمين يخشون من تعرضهم للذبح، الخوف يسود، وأنتي بالاكا تستخدمه لترهيب طوائف أخرى ولفرض سيطرتها في ظل غياب سلطة أخرى"، مشيرا إلى أن الشائعات بمثابة عملة شائعة هناك، وأن الجماعات المسلحة تستخدمها لمصلحتها باختلاق روايات للحض على الكراهية بين معتنقي الديانات المختلفة. وحذر من أنه "في حال تصاعد العنف، فلن يدفع المسلمون الثمن وحدهم ولكن الشعب بأكمله، بما فيهم المسيحيون". وطالب المسئول الأممي، المجتمع الدولي ب"النهوض" وتفهم أن هناك أزمة تحدث على مرأى من الجميع، قائلا إن "الوضع يائس تماما، ويجب التحرك قبل وقوع مأساة". ونشر الاتحاد الافريقي والجيش الفرنسي ستة آلاف جندي في جمهورية أفريقيا الوسطى، لكن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب بنشر 12 ألفا من قوات حفظ السلام الدولية هناك. وأشار تورك إلى أن لا مبالاة المجتمع الدولي تتجسد في حجم المساعدات المعروضة 22 في المئة فقط من إجمالي المطلوبة من قبل الأممالمتحدة اي ما يقارب 550 مليون دولار. وأدى تصاعد العنف الطائفي والديني منذ كانون أول (ديسمبر) 2013 إلى فرار نحو مليون شخص، بينهم 650 ألف نازح في الداخل وقرابة 300 ألف لاجئ في دول مجاورة وبخاصة التشاد والكاميرون.