في خضم ما يشهده العالم من أحداث جسام، تتم عمليات تطهير عرقي وديني، وترتكب جرائم عنصرية دون أن يتحرك أحد لوقفها، كالذي يحصل في جمهورية أفريقيا الوسطى التي يتعرض فيها المسلمون إلى مجازر مستمرة على أيدي مليشيات (أنتي بالاكا) المسيحية، والتي تواصل ارتكاب جرائمها البشعة وتطهيرها الديني أمام العالم كله، وبالذات أمام القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الأفريقية التي حضرت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لبسط النظام، إلا أن هذه القوات لم تحرك ساكناً وتركت مئات الآلاف من المسلمين في هذا البلد الأفريقي عرضة للإبادة، إذ تتواصل المجازر والقتل اليومي. وقد أكدت تقارير المنظمات الدولية ومنها تقرير السيد أنطونيو غوتيريس رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن مسلمي أفريقيا الوسطى يتعرضون لحملة تطهير عرقي وديني على أيدي مليشيات (أنتي بالاكا) المسيحية المتطرفة، والتي تقوم بعمليات قتل ومطاردة إرهابية للمسلمين، مما أدى إلى فرار عشرات الآلاف منهم هرباً من القتل، وتعرضت منازلهم وأماكن إقامتهم للحرق والتدمير. وطالبت المفوضية السامية للاجئين وقف هذه المجازر فوراً، وأن تتدخل القوات الفرنسية والأفريقية لوقف جرائم المليشيات المسيحية المتطرفة، فضلاً عن رصد قيام بعض القوات الأفريقية بالمشاركة في عمليات المجازر ضد المسلمين. وطالبت المنظمات الدولية الأممالمتحدة ومجلس الأمن وبالذات الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي التحرك السريع لوقف هذه المجازر ومعاقبة مرتكبيها. وتتحمل فرنسا بوصفها قوة تدخل عسكري في أفريقيا الوسطى جانباً كبيراً من المسؤولية الأدبية والأخلاقية بوقف هذه الجرائم، كما يتوجب على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي التدخل بقوة لردع القوى الإجرامية من المليشيات الإرهابية ومساعدة حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى في السيطرة على الوضع في البلاد وحماية المواطنين المسلمين وممتلكاتهم ومساعدتهم في النجاة من بطش المليشيات الإرهابية التي استفردت بهم بعد أن تخلت الحكومة والدول الإسلامية عنهم. المسلمون في جمهورية أفريقيا الوسطى الذين يعيشون وضعاً مأساوياً دون أن يجدوا عوناً ومساعدة من أشقائهم في الدول الإسلامية المجاورة لأفريقيا الوسطى، يطالبون بتحرك سريع يوقف المجازر ويمنع تقسيم البلاد وتهديد السلم والأمن في المنطقة كلها. إنقاذ مسلمي جمهورية أفريقيا الوسطى والحد من المجازر التي ترتكب في تلك الجمهورية الأفريقية والتي تصاعدت نتيجة الصمت والتجاهل الدولي المريب، والصمت الإسلامي الغريب يتطلب من المنظمات الدولية والحقوقية في العالم إلى إعلان إدانتها الواضحة لهذه المجازر والعمل بكل قوة لوقفها وضمان احترام حقوق الإنسان المسلم في جمهورية أفريقيا الوسطى وحمايتها.