سجلت مقاطع مصورة لشبان يعبثون بمركباتهم على الغطاء النباتي الأخضر في متنزهات سعودية، ما أثار موجة استياء في شبكات التواصل الاجتماعي. وطالب بعض المنتقدين بعقوبات «قاسية» لردع الشبان الذين يمارسون هواية «التفحيط» على المساحات الخضراء، متسببين بتلف الشجيرات الصغيرة، وملحقين أضراراً كبيرة بالنباتات، فيما هم يتضاحكون ويتبادلون عبارات تشجيعية، معتبرين تصرفاتهم «بطولة» أو «رجولة». وتظهر مقاطع الفيديو عمليات تخريب بيئي، يتم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات واسعة لهذه الأفعال، التي تعتبر «نقيضاً لمبادئ الدين»، ويرفضها المجتمع السعودي. واعتبر الاختصاصي النفسي في وزارة الصحة السعودية والمستشار النفسي في مركز «واعي» الدكتور علي الطلحي، ان سلوكات الشبان تفتقد المسؤولية العامة وخصوصاً تجاه البيئة، وتجاه بقية أفراد المجتمع الراغبين في زيارة هذه المتنزهات. وقال ل «الحياة»: «أكثر ما يسيء للإنسان ويهدد مكانته الاجتماعية التصرفات غير المسؤولة التي يصدرها بعضهم في أوقات معينة، والتي قد تكون وبالاً عليه». وأضاف الطلحي: «سلوكات الإنسان لا تصدر اعتباطاً بل هي نتاج ما يملكه من خبرات ومهارات وتفسيرات موجودة في ذهنيته، وهي التي تحدد نوعية السلوك الذي نصدره». وأضاف: «إن كان فلاناً من الناس يستحق الاحترام، سنصدر سلوكات تجاهه تدل على الاحترام، وكذلك تقاس كل الأمور بما فيها البيئة، ومكوناتها ومعايير المجتمع وقيمه، لأن احترام الفرد للوسط الذي يعيش فيه سيصدر سلوكات تراعي المرغوب، والمسموح ولا تخالف هذه القيم والمعايير». وأكمل الطلحي: «من محددات التوافق النفسي التوافق مع البيئة المحيطة، بمعنى العملية التي يغير فيها الفرد من سلوكه فيقيم علاقة أكثر تآلفاً مع بيئته، فيحميها ويحرص عليها، ويبتعد عن التعدي عليها وتلويثها، ما ينعكس إيجاباً على نفسه، في المقابل حينما يعيش الفرد في حال من الصراع مع بيئته، فهو يجهل أن ذلك قد يشير إلى خلل في التوافق مع البيئة المحيطة، حتى لو في أبسط صورة»، مشدداً على الحفاظ على هذه البيئات، وهو ما يُعد مطلباً رئيساً، لدورها الإيجابي في صحة أفراد المجتمع النفسية. واستبعد مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف المتحدث باسم الهيئة السعودية للحياة الفطرية أحمد البوق، أن تكون هذه السلوكات داخل المناطق التي تخضع لرقابة الهيئة، مشيراً إلى أنها في أماكن مفتوحة، في نطاق جهات أخرى، ويصعب ضبطها.