دون شك أن مجتمعنا الخليجي يعيش حالة من الرفاهية والاستقرار وهذه الحالة الايجابية ترتب عليها بعض الممارسات والسلوكات السلبية الممقوتة فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد الكثير من المواطنين لا يكترثون بأهمية المرافق العامة وقيمتها المادية والمكانية فنجدهم يعبثون بها إما بالتكسير أو رمي النفايات او الكتابة عليها أو استخدامها لغير ما خصصت له مما يترتب عليه تشويه تلك المرافق وفقدان رونقها وهدر الجهد والمال الذي أنفق عليها وفي جانب آخر نجد أن البعض يمارس بعض السلوكات المنحرفة كالتسكع في الاسواق والتحرش بالنساء دون أي اعتبار لقيم شرعية أو اجتماعية وفي جانب آخر استخدام الطرق وقيادة المركبات نجد الكثير لايتبع أدنى سلوكات القيادة ولا يلتزم بأنظمتها فنجده يركب الأرصفة ويمارس التفحيط والتجاوزات العشوائية وممارسة بعض السلوكات التي تدل على ضمور سلوكه وضحالة ثقافته . ولاشك ان مثل تلك السلوكات المشينة والممقوتة تستوجب الكثير من التثقيف والعقاب ولاشك بان المدرسة تمثل ركناً هاماً في ذلك الدور وأراه شبه مفقود في مدارسنا التي أهملت الجوانب التربوية إهمالا بيناً وكذلك منابر المساجد التي يندر أن تطرح مثل تلك القضايا ومناقشتها ثم الاجهزة الاعلامية بمختلف صورها التي تمارس دوراً خجولاً في ذلك. أما المخجل والمؤسف فهو أن بعض أفراد مجتمعنا نراه يمارس تصدير مثل تلك السلوكات المشينة الى الدول المتحضرة والتي يحتل فيها النظام والالتزام أعلى مراتب الأهمية فنراه لا يكترث بمثل تلك الأنظمة مما يوقعه تحت طائلة العقاب الصارم بالإضافة الى تصدير الصورة السيئة لمجتمعنا الى تلك الدول وهم لايعلمون أن كل فرد منهم يعد سفيراً لوطنه يمثله في سلوكه ومظهره ولسنا ببعيد عن بعض الممارسات المشينة التي تناقلتها برامج التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام كاستخدام الكلاب لطرد بعض المجموعات الخليجية التي تشوه صورة الحدائق والمنتزهات عند استخدامها ولسنا ببعيد أيضا عن البعض من الذين مارسوا اصطياد البط الذي كان يعيش آمنا في بعض البحيرات السياحية وبالتالي طبخه والتفاخر بذلك ولسنا ببعيد عن الذين مارسوا شرب المعسل بجوار برج ايفل وسلوكات أخرى مشينة لاتتسع هذه المساحة لسردها لكن نكتفي بالإشارة إليها بالتلويح لا التصريح ولعل تلك الممارسات السلوكية المنحرفة قد أوقعت أولئك تحت طائلة العقاب بالإضافة الى تشويه صورة المواطن الخليجي الذي وجد المال وافتقد السلوك القويم . ولعلي هنا أتوجه بالنداء الى كافة الأجهزة ذات العلاقة بتنمية السلوكات القويمة كأجهزة التعليم والإعلام ومنابر المساجد أن تكثف من دورها التوعوي وأن تجعل ذلك في مقدمة أولوياتها فديننا الحنيف يحث على ذلك ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".