القدس المحتلة، طهران، أنقرة، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت طهران أمس، أنها تنتظر رداً «سريعاً» من الدول الكبرى على الاتفاق الذي وقّعته الاثنين مع أنقرة وبرازيليا لتبادل الوقود النووي في تركيا، والذي أعربت بكين عن أملها بأن يساهم في تحقيق «تسوية سلمية» للملف النووي الإيراني. لكن إسرائيل رأت في الاتفاق مجرد «خدعة». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست ان الاتفاق «يلحظ ان نبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن مهلة أسبوع. سنقوم بذلك خطياً عبر القنوات التقليدية»، مضيفاً: «ننتظر ان يبدي أعضاء مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا والوكالة الذرية) سريعاً استعدادهم» لتنفيذ الاتفاق. واعتبر أن «الاتفاق الذي ستوقّعه إيران ومجموعة فيينا، اذا تم ذلك، سيُمهّد لتعاون نووي أوسع وسيبدّل المناخ» بين إيران والدول الكبرى. وزاد: «في مناخ من التعاون، يجب وضع الخطوات غير البناءة وقضية العقوبات جانباً، للسماح بتعاون أكبر». ورأى انه «اذا واصلت الدول الغربية السعي إلى اختلاق أعذار، سيكون واضحاً انها لا تسعى الى تسوية للملف، وان لا خيار منطقياً لها على الطاولة»، مشدداً على ان الاتفاق أوجد باباً ل «التحرك في اتجاه التفاعل بدل المواجهة». في الوقت ذاته، أيد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني الاتفاق، داعياً الى «تقارب مواقف الجميع وأن يسلك البلد بصوت واحد هذا الطريق العادل». وأعلن 234 نائباً من اصل 290 في البرلمان الإيراني، «تأييدهم» الاتفاق وطلبوا «من الحكومة التي لطالما تصرفت بحزم وذكاء، ان تطلب الغاء القرارات (الدولية) المناهضة لإيران خلال المفاوضات المقبلة». في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان الاتفاق أدى الى «تجاوز عتبة نفسية مهمة على طريق تبادل الثقة» بين إيران والغرب، مضيفاً ان «إيران أبدت إرادة سياسية واضحة» في الاتفاق الذي رأى انه يشكل أهم مبادرة إيرانية في تاريخ الديبلوماسية الدولية منذ 30 سنة. وطالب الغرب بإظهار «المرونة ذاتها». وقال: «ليس هذا وقت تعكير المسائل، بسيناريوات سلبية تشمل عقوبات». وشدد على ان «العقوبات والمحادثات حول العقوبات ستوتر الأجواء، والتصعيد في التصريحات قد يستفز الرأي العام الإيراني». واضاف: «اليوم هو يوم الثقة المتبادلة. على كل طرف تبني نهج إيجابي، واسلوب بناء ونية حقيقية وهدف للحوار، بدل التركيز على الشكوك والتهديدات المتبادلة، العقوبات أو خيارات أخرى. وأرجع داود أوغلو الفضل في نجاح وساطة أنقرة وبرازيليا، الى سياسة الرئيس الأميركي باراك أباما المتمثلة في التعامل مع إيران. وقال إن أوباما «مهّد الطريق لهذه العملية»، مضيفاً أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «تشجّع» بدعوة أوباما خلال قمة الأمن النووي التي عُقدت في واشنطن في نيسان (ابريل) الماضي، لإجراء حوار مع طهران. في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي «ترحيب» بلاده بالاتفاق «وتقديرها للجهود الديبلوماسية التي بذلها الأطراف المشاركون للتوصل الى تسوية مناسبة للملف النووي الإيراني». وقال: «دعت الصين دوماً الى حماية النظام الدولي لحظر الانتشار النووي. في الوقت ذاته، تعتقد الصين ان علينا تسوية الملف النووي الإيراني من خلال قناتي الحوار والتفاوض». أما الناطق باسم الخارجية الصينية ما تشاوتشو فقال: «ندعم هذا الاتفاق ونعلق عليه أهمية». واضاف: «نأمل بأن يساهم ذلك في تشجيع تسوية سلمية للمسألة النووية الإيرانية، من خلال الحوار والمفاوضات». الى ذلك، وصف الوزراء الأساسيون في الحكومة الإسرائيلية الاتفاق بأنه «خدعة». وقال مسؤول إسرائيلي ان «المجلس الوزراء المصغّر (7 وزراء) اجتمع في مقر رئاسة المجلس في القدس»، برئاسة بنيامين نتانياهو، مضيفاً انهم «اطلعوا في شكل موجز على الاتفاق الذي أبرمته إيران مع تركيا، واتفقوا بالإجماع على اعتباره خدعة». وقال وزير التجارة والصناعة بنيامين بن اليعازر ان الوقت سيظهر ما اذا كانت إيران «تواصل اللعب بالعالم بأسره»، متسائلاً: «من المؤكد أن تركيا قوة إقليمية عظمى، يقطنها 72 مليون شخص. هل سيكونون سعداء بأن تصبح جارتهم نووية؟ بالطبع لا».