اعتبر الصحافي المعارض جان دوندار أن قرار المحكمة الدستورية العليا في تركيا بإطلاقه وزميله أردم غل، في قضية رفعها ضدهما الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، يشكّل «هزيمة واضحة» لأردوغان ويمهد لحكم ببراءتهما. دوندار الذي عاد ليرأس تحرير صحيفة «جمهورييت»، قال أن «المتفحِّص عبارات حكم المحكمة الدستورية، يفهم أنها تنظر إلى القضية من باب الحرية الصحافية، عكس محكمة الجزاء التي تنظر فيها الآن وتلتزم اتهامات التجسس التي وجّهها أردوغان إليّ وإلى زميلي». واعتبر أن أردوغان «تجاوز الدستور والقانون»، بقوله أنه «لا يعترف بحكم المحكمة الدستورية ولا يحترمه». وهدد ب «فضح جرائم الدولة» أمام المحكمة التي سيمثل أمامها هذا الشهر، وزاد: «نحن صحافيون، ولسنا موظفين في خدمة الدولة. واجبنا إعلام الجمهور بالأفعال غير القانونية للحكومة». وأشار إلى أنه سيخالف أمراً بتسليم جواز سفره، وسيحاول السفر إلى الخارج. في المقابل، لفتت مصادر مقربة من قصر الرئاسة إلى ضغوط تُمارَس الآن على محكمة الجزاء، من أجل إصدار قرار بتوقيف دوندار مجدداً، من خلال إيجاد ذريعة جديدة، وذلك استجابة لتصريح أردوغان ورد فيه: «ما كان لمحكمة الجزاء أن تمتثل لقرار المحكمة الدستورية، وكان في إمكانها رفضه أو تجاهله». في السياق ذاته، كشف وزير العدل بكير بوزداغ التحقيق مع 1845 شخصاً، اتُهموا بشتم أردوغان، منذ توليه الرئاسة عام 2014. وأضاف أنه «يحمرّ خجلاً إذا قرأ تلك الشتائم». إلى ذلك، بدأت الحكومة صوغ مشروع قانون يمنع تقديم تظلمات شخصية إلى المحكمة الدستورية، لمنع تكرار ما حدث مع دوندار وغل اللذين تخلّصا من التوقيف الاحتياطي، بعد تقديمهما طلب تظلّم شخصي للمحكمة التي رأت أن لا حجة قانونية لسجنهما على ذمة القضية 92 يوماً. كما تتحرك الحكومة، استجابة لطلب من أردوغان، لرفع الحصانة عن نواب من «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، على رأسهم زعيمه صلاح الدين دميرطاش، من أجل محاكمتهم وسجنهم، بتهمة التحريض على العنف ودعم الإرهاب و «حزب العمال الكردستاني». وأدى ذلك إلى تلاسن حاد بين دميرطاش ووزير الداخلية إفكان آلا، إذ إن الأخير هدد رئيس الحزب الكردي بأنه «سيدفع قريباً ثمن تحريضه على الإرهاب». وعلّق دميرطاش: «على الوزير أن يلزم حدوده وأن يعلم مع مَن يتحدث». وأكد أن سياسة حزبه لن تتغيّر تحت التهديد. لكن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو اتهم نواباً من الحزب بالتعاون مع «إرهابيين» وجرّ تركيا إلى فوضى. ميدانياً، يستعد الجيش التركي لدهم ثلاث مدن هي نصيبين ويوكسيك أوفا وهكاري، بعد أنباء عن تسلّل مئات من مسلّحي «الكردستاني» اليها وتمركزهم فيها. أتى ذلك بعد إنهاء الجيش وقوات الأمن «تمشيط» ثلاث مناطق في جنوب شرقي تركيا، بينها جيزرة وحي سور في دياربكر، في عمليات دامت ثلاثة أشهر وأوقعت مئات من القتلى.