استنفرت جهات حكومية لمواجهة «جرب جلدي» أغار على مدارس وكليات الليث، وذلك بعد ظهور أولى الحالات بين الطلاب وأسرهم، إذ يعتبر بين أسهل الأمراض انتشاراً، على رغم أنه من الأمراض النادرة، بسبب توافر وسائل النظافة في جميع الأماكن، إلا أن ما حصل في الليث، كما علمت «الحياة»، هو ظهوره وسط فئات تعاني فقراً شديداً، وليس لها من وسائل النظافة ما يكفي، ما ساعد على انتشار المرض. وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة عصام توفيق ل«الحياة» أن الوزارة اتخذت إجراءات لمواجهة حالات الإصابة بالجرب، وقال: «فور ظهور إصابات في بعض مدارس منطقة الليث، زار المنطقة فريق طبي مكون من مدير إدارة الأمراض المعدية ومسؤولين من صحة البيئة، وطب المجتمع وفنيي الوبائيات، يرافقهم مشرفو القطاعات والفريق الوقائي بالمنطقة، وتم الشخوص إلى جميع منازل المصابين، وإعطائهم العلاج، وحصر المخالطين، وعمل الاستقصاء الوبائي، ومعرفة مصدر العدوى ومعالجته». وأشار توفيق إلى أن الفريق قام بتثقيف وتوعية الجميع بطرق انتقال المرض وأعراضه وسبل الوقاية منه عملياً، ومساعدتهم في تطبيق ذلك في منازلهم، مؤكداً أن ثمة متابعة مستمرة من فريق متخصص تم تفريغه لهذه المهمة من القطاعات الصحية نفسها. وتابع: تمت زيارة جميع مدارس المصابين، والكشف على جميع المخالطين، وتقديم التوعية الصحية لجميع الطلاب والمعلمين، عن المرض وطرق انتقاله، والأعراض، والوقاية، وتم توزيع المنشورات العلمية المصورة، والمعقمات والمطهرات اليدوية في جميع المدارس التي توجد بها إصابات. وأبان أنه تم تثقيف المرشد الصحي بكل مدرسة عن المرض وطرق اكتشاف الحالات والوقاية منه، وبكيفية التواصل مع المراكز الصحية مباشرة بخصوص ذلك. من جهته، بيّن المتحدث الإعلامي لجامعة أم القرى عادل بانعمة ل«الحياة» أنه بحسب مخاطبات الجهات الطبية للكلية الجامعية بالليث، فإن الطلاب المشار إليهم لديهم «اشتباه جرب»، ولا صحة لما ذكرته بعض وسائل الإعلام من حالات إصابة مؤكدة، وإنما هو اشتباه في إصابة مجموعة طلاب يعيشون معاً في سكن مستأجر (عزبة)، وتم التعامل مع وضعهم بما يقتضيه المقام، وطُلب منهم ألا يداوموا احتياطاً، وباشروا إكمال الفحوص والعلاجات اللازمة، مشيراً إلى أن الوضع مطمئن، كما أن عمادة الكلية الجامعية بالليث تولي القضية عنايتها لاتخاذ اللازم في حال حصول أية تطورات. وأفادت رئيس قسم التوعية الصحية والطب الوقائي في إدارة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة منيرة بلحمر «الحياة»، بأن الجرب يعتبر مرضاً طفيلياً في الجلد، يظهر على شكل آفات جلدية في السطح الأمامي للمعصمين والمرفقين والإبط والفخذين والأعضاء التناسلية، مع حكة شديدة، وتسببه سوسة «الدودة الدبوسية»، مشيرة إلى أن المرض يكثر انتشاره في أماكن مزدحمة، مثل المدارس والأسر الكبيرة العدد والسجون والمعسكرات ودور الإيواء. وأوضحت بلحمر أن العدوى تنتقل من طريق طفيليات مرض الجرب من المريض إلى السليم، عن التماس المباشر أو غير المباشر، من طريق الملابس الملوثة وأغطية الأسرة، مبينةً أن أعراض الجرب حكة تزداد شدتها في المساء، وبخاصة قبل النوم، كما تزداد شدة الحكة طوال فترة المرض، وتظهر حبيبات حمراء صغيرة في أماكن مميزة، وهي: البطن (حول السرة، الجانبين) وبين الأصابع، وعلى الرسغ والإبطين والفخذين والأعضاء التناسلية، وقد تؤدي شدة الحكة وإهمال العلاج إلى ظهور مضاعفات، مثل: التقيحات والالتهابات. وقالت: إن الجرب الجلدي يعتبر من الأمراض السريعة وسهلة الانتشار في المجتمعات كافة، وقد يأخذ شكل عدوى وبائية، وإذا أصاب طفلاً أو تلميذاً في مدرسة فإن الطفل المصاب قد يعدي جميع زملائه في الفصل أو من يخالطه في المدرسة. وزادت: إذا أعدى الطفل زملاءه فسينتقل المرض إلى أفراد الأسرة، ولذا يجب علاج المصاب فوراً وفحص مخالطيه، إضافة إلى التوعية الصحية في المرض وطرق انتقاله وعلاجه، كما يجب تجنب الأماكن المزدحمة، وعدم استخدام ملابس الغير، والتأكد من نظافة أغطية الأسرة، وبخاصة في الأماكن المزدحمة، كالمدارس والسجون والمعسكرات.