العلاج لا يستهدف المصابين بالجرب وحدهم.. بل يمتد إلى من لم تظهر عندهم الأعراض، في المدارس أو المنازل. ويوضح نائب رئيس الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد، استشاري ورئيس قسم الأمراض الجلدية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور علي الردادي في حديثه إلى «عكاظ»، أن الجرب يحدث بسبب الإصابة بطفيل صغير لا يرى بالعين المجردة، وتنتقل الطفيليات من المريض إلى السليم إما مباشرة عن طريق الالتصاق أو المصافحة، أو عن طريق الملابس الملوثة وأغطية الأسرة والبطانيات. مضيفا أن الاقتراب من المريض يسهم في انتقال العدوى سريعا خصوصا في المدارس والأسر كبيرة العدد. وأشار إلى أن أعراض الجرب تبدأ بحكة تزداد شدتها في المساء، خصوصا قبل النوم وعند الاستيقاظ، ويرجع ذلك إلى أن طفيل الجرب ينشط في الأوقات الدافئة. وتزداد شدة الحكة طول فترة المرض، ثم تظهر حبيبات حمراء صغيرة في البطن، وبين الأصابع وعلى الرسغ والإبطين والفخذين والأعضاء التناسلية، وقد تؤدي شدة الحكة وإهمال العلاج إلى ظهور مضاعفات مثل التقيحات والتهاب الجلد. ولفت إلى أن مرض الجرب يصنف من الأمراض السريعة وسهلة الانتشار، وقد يأخذ الجرب شكل عدوى وبائية إذا أصاب طفلا أو تلميذا في مدرسة، إذ إن الطفل المصاب يعدي جميع زملائه في الفصل أو من يخالطه في المدرسة، ومن ثم تنتقل العدوى إلى أفراد الأسرة. وينضح الدكتور ردادي بالعلاج الفوري للمصاب مع تجنب الأماكن المزدحمة، وعدم استخدام ملابس الآخرين، والتأكد من نظافة أغطية الأسرة والبطانيات، كما أن الاستحمام اليومي بالماء الساخن والصابون يقلل فرصة العدوى إلى حد كبير. وخلص إلى القول إن علاج الجرب من أسهل وأسرع وأنجح علاجات الأمراض الجلدية على الإطلاق، فالمريض يمكن أن يشفى في ظرف أيام معدودة ويعتمد ذلك على علاج المخالطين واستئصال مصدر العدوى.