يترقب اللبنانيون اليوم «جديد» الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس المجلس نبيه بري للمرة ال36 لانتخاب رئيس للجمهورية. وفيما لا تزال حظوظ انعقاد الجلسة منعدمة لغياب كتل أساسية، ك «تكتل التغيير والإصلاح» وكتلة «الوفاء للمقاومة» ورئيس «تيار المردة» المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، يتوقع أن يتجاوز عدد الحضور النيابي إلى ساحة النجمة ال70 نائباً. وعشية الجلسة، تواصلت التحركات السياسية واللقاءات والمواقف التي تناولت الملفات الخلافية، ولا سيما موضوع علاقة لبنان مع المملكة العربية السعودية وتداعيات احتجاجات في الشارع على مشهد تلفزيوني اعتبره المحتجون مسيئاً للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وما تخلل هذه الاحتجاجات من شتائم طاولت شخصيات إسلامية، إلى جانب مصير الحوارات. الحريري - سلام وكان أبرز اللقاءات زيارة زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى السراي الكبيرة ولقاء رئيس الحكومة تمام سلام. وقال الحريري بعد اللقاء إن «عدم نزول سليمان فرنجية إلى جلسة انتخاب الرئيس شأنه، لكننا نفضّل حضوره، لأننا سننزل كرماله.. والحوار مع «حزب الله» مستمر، وأنا باق في لبنان من أجل الذين يحبونني وقاعد على قلب الذين لا يحبونني». ورأى أن «حضور الجلسة واجب على الجميع». وأشار إلى أن البحث مع سلام شمل أزمة النفايات «التي يجب أن تعالج بشكل صحي، وأن تكون عملية رفعها وطمرها بمواصفات دولية بأسرع وقت ممكن، وهذا الموضوع نعمل عليه». وأمل في أن «نتمكّن من طي صفحة التصريحات والتحرّكات التي تثير النّعرات»، قائلاً: «أصدرنا بالأمس بياناً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول ما حصل في الأيام الماضية، والاعتراض بهذه الطريقة وإحراق الإطارات يعطي تبريراً لمن يقوم بهذه الأمور، والتظاهرات حركت النعرات الطائفية، وهي مسيئة للإسلام. إن حرق الإطارات وقطع الطرق غير مقبول». وتابع: «وضعوا مئة فيديو عني ولم اعتبرها اساءة، وهناك من تكلم عن الرئيس رفيق الحريري في قبره ولم نعتبرها إساءة، إما هناك حرية رأي أو لا، إذا الناس استفزّت فعلاً عليها أن تتظاهر بشكل حضاري، هناك طريقة للتظاهر». وذكّر ب «كاريكاتور عن رسول الله قامت الناس ولم تقعد بسببه، ولكن لو نظّمت تظاهرة مليونية أو نزل ملايين الناس الى الشارع باللباس الأبيض ورفضوا هذا الشعار، ستكون الرسالة أقوى بكثير مما حصل من قطع طرق... هذا الأمر لا يوصل إلى مكان، رأيتم النعرات والفتن التي حصلت والناس التي أهينت». وأضاف: «ما حصل شيء معاكس عن الذي كان مطلوباً». وأكد أن «يوم 14 آذار لن يمر مرور الكرام، وإن شاء الله سيكون هناك شيء لم يحدد بعد، لكن ستجتمع القوى السياسية وتحدّد». وكان الحريري زار بري ليل أول من أمس، وتطرق البحث الى مسألة وأد الفتنة، وتم في السياق تأكيد ضرورة متابعة الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و «حزب الله»، وتوقف الجانبان في بيان عند «ممارسات لا تمت إلى الإسلام بصلة في إطار حملة منظمة لإثارة المشاعر وتحريض المواطنين بعضهم على بعض. وبرزت نوايا مبطنة لدسّ الكلام المريب والمشبوه والمقصود الذي تطاول على مقام الدين الحنيف وتفسير آياته البيّنات وأحاديثه الشريفة، والتعرض لصحابة الرسول والخلفاء الراشدين (رض) وهم من عملوا على نشر الإسلام وإعلاء كلمته». واعتبر الجانبان أن «الحملة والمشاركين فيها حاولوا أن يوقعوا بين المسلمين وأن يثيروا الفتنة بين المذاهب». ودعا البيان «قادة الرأي في لبنان والقيادات الدينية والسياسية ومختلف مؤسساته الإعلامية والثقافية الى مواجهة كل محاولة لإشعال نار الفتنة حرصاً على لبنان واللبنانيين».