وجّه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد اجتماع عقده مع كبار القادة الأمنيين في بغداد، بتشكيل لجان تحقيق في ما شهدته العاصمة من خروق أمنية، فيما أعلن هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر إحدى الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي، أن الحشد سيشرف على عمليات تأمين مناطق أبو غريب، متوقعاً حسماً قريباً لمعركة الفلوجة. وشهدت العاصمة بغداد مقتل وإصابة اكثر من 90 شخصاً في تفجير انتحاري استهدف سوقاً شعبية في منطقة مدينة الصدر الشيعية، وذلك بعد ساعات من إعلان قيادة عمليات بغداد عن إحباط هجوم لعناصر «داعش» تسللوا إلى مناطق أبو غريب غرب بغداد. وقُتل أمس ما لا يقل عن 20 شخصاً في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء لأحد مقاتلي الحشد الشعبي في بلدة المقدادية، شمال شرقي بغداد، بحسب ما نقلت «فرانس برس» عن مصادر محلية وأمنية . وقال صادق الحسيني رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى إن «عشرين شخصا قتلوا وأصيب 40 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء وسط المقدادية» شمال شرقي مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد). وأكد ضابط برتبة عميد في الجيش ومصادر طبية في ديالى هذه الحصيلة. وجاء في بيان لمكتب العبادي، أن الأخير عقد اجتماعاً مع كبار الضباط في مقر قيادة عمليات بغداد حول التطورات الأمنية و «الاعتداءات الإرهابية الجبانة»، وأضاف أن العبادي «اطلع على شرح مفصل للخروقات الأمنية في مدينتي الصدر والشعلة ووجّه بتشكيل لجان تحقيق في الحادثين». وتابع أن «القادة قدموا شرحاً عن إحباط العملية الإرهابية لتسلل عناصر إرهابية إلى منطقة السكراب وسايلو خان ضاري وتمكن قواتنا البطلة من السيطرة على الموقف وقتل الإرهابيين». وعزا العبادي هذه الخروق إلى «سلسلة الهزائم والانكسارات التي تعرض لها تنظيم داعش أخيراً»، وأوضح أنه «بعد سلسلة الهزائم والانكسارات التي تعرضت لها عصابة داعش المجرمة على يد مقاتلينا الأبطال، استهدفت هذه العصابة المدنيين العزل حين عجزت عن المواجهة». من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، إشراف الحشد الشعبي على عمليات تأمين مناطق أبو غريب من وجود عناصر «داعش». وقال العامري خلال تواجده في قضاء أبو غريب إن «الهدف من تنفيذ عمليات إرهابية متفرقة من عناصر داعش في محاور القواطع المحيطة بالفلوجة هو إيجاد منافذ للهروب ومشاغلة القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي في أكثر من جبهة لتشتيت الانتباه والفرار»، واصفاً هذه العمليات ب «الانتحار الجماعي». وأضاف أن «القوات الأمنية وفصائل الحشد سيطرت على جميع مناطق أبو غريب بالكامل، وقتلت عناصر داعش المنفذة لعملية السايلو». وأشار إلى أن «التنظيم يعيش حالة ضعف كبير يعتمد فيها على بعض خلاياه النائمة في تنفيذ عمليات انتقامية ضد المواطنين الأبرياء، الأمر الذي يكشف عن فقدان الإرهاب عنصر المبادرة في الهجوم بعد فقدانه قياداته والكثير من عناصره بالمواجهات ضد القوات الأمنية ورجال الحشد الشعبي». وتابع أن «الطوق الذي تفرضه القوات الأمنية والحشد الشعبي حول الفلوجة، ساهم بإضعاف داعش وقطع عليه طرق الإمداد بالسلاح والإرهابيين». ولفت إلى أن «هذه الحالة ستمكن القوات الأمنية من تحريرها بسرعة كبيرة وبأقل الخسائر». وتوقع العامري أن «تشهد العمليات الأمنية في الفلوجة انهياراً كبيراً في صفوف التنظيم يمهد لتسليم جماعي لعناصر التنظيم الإرهابي». الى ذلك دعا ائتلاف متحدون للإصلاح (السني) وزارتي الدفاع والداخلية إلى مراجعة خططها وتطوير إجراءاتها بهدف أداء وطني يرتفع عن الإخفاقات المتكررة. وقال الائتلاف في بيان، إن «ما يحدث يؤكد وجود إخفاق لا يمكن إخفاؤه، وفشل يدفع المواطن البريء ثمناً غالياً له».