حذّر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من «ظهور ملامح تقسيم العراق بعد إفشال مؤامرة إسقاط العاصمة بغداد»، مشيراً إلى إمكانية استخدام «داعش» سلاح الطائفية بعد هزيمته في المعارك. كما وصف القيادي في «الحشد الشعبي» هادي العامري ما جرى في محافظة ديالى من أحداث طائفية ب «المؤامرة». وقال المالكي في كلمة خلال حفل تأبين أقامه أحد فصائل «الحشد الشعبي» إن «رجال الحشد الشعبي المقاوم والقوات الأمنية استبسلوا في الدفاع عن العراق وقدموا الشهداء، واستطاعوا رد الهجمة الإرهابية وأفشلوا المؤامرة التي كانت تستهدف إسقاط العاصمة بغداد والقضاء على التجربة الديموقراطية فيها». وأضاف أنه «بتضحيات الحشد الشعبي طوينا الصفحة الأولى من المخطط التآمري»، ودعا القوى السياسية إلى «تجاوز الصفحة الثانية التي بدأت تبرز من خلال ظهور ملامح التقسيم وتمزيق العراق». وشدّد المالكي على ضرورة «إغلاق أي منفذ للطائفية المقيتة والدعوة إلى التقسيم»، لافتاً إلى أن «التاريخ سيسجل الملحمة البطولية عبر وقوف الشعب العراقي بجميع مكوناته إلى جانب أبطال القوات المسلحة في الميدان». وأعرب عن أمله من أن «وحدة ووعي العراقيين سيسقطان جميع المؤامرات، وأنه على قادة فصائل الحشد الشعبي زيادة الوعي والانسجام بين المقاتلين والحذر من المؤامرات التي تستهدفهم وتعمل على تشويه سمعتهم». وحذر من «استخدام العدو سلاح الطائفية بعد هزيمته في أرض المعركة». من جهته، وصف هادي العامري في كلمته ما حصل في محافظة ديالى من عمليات قتل وتفجير جوامع في قضاء المقدادية ب «مؤامرة كبيرة، الغرض منها الإساءة للحشد الشعبي». وأضاف: «لا يوجد نفر من الحشد الشعبي داخل المدن والمناطق في ديالى، وإنما هناك حشد شيعي وسني يمسك بالمناطق المهمة والصعبة والقرى البعيدة». وتابع أن «الطائفية أخطر من داعش ولا يوجد رابح أو خاسر فيها». ولفت العامري إلى أنه «بفعل الشد الطائفي في ديالى قدمنا تسعة شهداء»، وطالب الحكومة «بتشكيل لجنة تحقيق بمشاركة الجميع، للتأكد من عدم وجود علاقة للحشد الشعبي بما جرى في ديالى». وأضاف أن «الخطاب البغيض والتصعيدي لبعض النواب وراء ما حصل في ديالى»، قائلاً: «إننا ماضون في إعادة جميع النازحين إلى المحافظة، فصورة التحرير لا تكتمل إلا بإعادة النازحين». وتعهد «باستخدام كل الوسائل لمنع عودة داعش مرة أخرى أو السماح لأحد بتعكير الجو الأمني في ديالى». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، زار في 19 من الشهر الجاري قضاء المقدادية على خلفية تفجر عنف طائفي إثر هجوم بعجلة ملغمة استهدف مقهى يرتاده الشيعة وأدى إلى سقوط أكثر من 60 ضحية، أعقبته عمليات حرق مساجد سنية وقتل على الهوية. إلى ذلك، أعلنت خلية الصقور الاستخبارية في وزارة الداخلية في بيان تكثيف عملية «مخالب الأسد» في ديالى لملاحقة العناصر المشبوهة والخارجين عن القانون والإرهابيين بالتنسيق مع استخبارات الشرطة الاتحادية والاستخبارات العسكرية وقيادة الفرقة الخامسة. وشملت العملية مناطق بعقوبة ناحية كنعان، وأطراف وقرى ناحية مندلي، وناحية حمرين، قضاء المقدادية وأبو صيدا». وأكدت أن «العمليات أسفرت عن اعتقال 20 إرهابياً ممن ساهموا في العمليات الأخيرة في محافظة ديالى وبغداد»، وذكرت أن «القوات الأمنية تمكّنت من الوصول إلى المضافة الرئيسية في تلال حمرين والتي احتوت على كرفانات وعجلات ومقاتلين، وهي خاصة بما يسمى ولاية ديالى».