قال مصدر لبناني رسمي ل «الحياة» إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيزور بيروت في 24 آذار (مارس) الجاري للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين وتفقد أحد مخيمات النازحين السوريين. وأوضح المصدر أن دوائر الأممالمتحدة في لبنان تقوم بتحضير الزيارة مع الدوائر الرسمية اللبنانية، فيما أشارت مصادر دولية إلى أن زيارة بان كي مون إلى بيروت ستتم في إطار جولة له على دول المنطقة بين 23 و26 آذار ولا سيما الدول التي تستضيف لاجئين سوريين. وأوضحت مصادر دولية أن رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم سيزور بيروت في اليوم ذاته وربما رافق بان للبحث في مشاريع البنك لمساعدة لبنان على مواجهة أزمة النازحين السوريين إليه، استناداً إلى المبالغ التي تقرر تخصيصها للبنان في مؤتمر لندن للمانحين. وأوضحت المصادر أن زيارة بان ستتم بعد تقديمه تقريره نصف السنوي إلى مجلس الأمن حول تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 في الأسبوع الذي يسبق الزيارة حيث ستغادر ممثلة الأمين العام في بيروت سيغريد كاغ إلى نيويورك في النصف الثاني من الشهر الجاري، لتقديم التقرير الذي تعده حول الوضع اللبناني إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة. وكانت بعثة المنظمة الدولية في لبنان، أبدت قلقها من تأثير تصاعد التأزم الإقليمي على الاستقرار اللبناني، في ظل استمرار الشغور الرئاسي، لا سيما بعد القرار السعودي وقف الهبتين المخصصتين لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بسبب موقف الخارجية اللبنانية بالنأي بالنفس عن قراري الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إدانة الاعتداء على سفارة وقنصلية المملكة في إيران. وأوضحت مصادر سياسية لبنانية أن كاغ وسائر مسؤولي المنظمات الدولية رفعوا تقارير إلى دائرة الشؤون السياسية في نيويورك تحذر من انعكاس التصاعد في التوتر الإقليمي على الأوضاع الداخلية وعلى المساعدات للنازحين السوريين. ولم تستبعد المصادر السياسية أن يتناول بان خلال زيارته بيروت موضوع الأزمة مع المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى احتمال قيامه باتصالات مع الرياض في هذا الشأن. كما أنه سيتناول موقف الأممالمتحدة المعروف بدعوة اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي من دون تدخل خارجي، خصوصاً أن هذه الدعوة صدرت في بيانات عدة لمجلس الأمن آخرها البيان الذي يدعو النواب اللبنانيين إلى انتخاب الرئيس من دون تأخير، لا سيما أن الجهود التي قامت بها كاغ لدى طهرانوالرياض انتهت إلى تأكيد كل منهما دعمه تفاهم الفرقاء اللبنانيين، كما أنه سيؤكد حرص المنظمة الدولية ومجلس الأمن على دعم المؤسسات الدستورية والأمنية في وجه التهديدات الإرهابية والميليشيات المسلحة. وقالت مصادر ديبلوماسية دولية إن الأممالمتحدة كانت نبهت كبار القادة اللبنانيين إلى أن استمرار الفراغ الرئاسي، الذي يعيق انتظار عمل المؤسسات الدستورية يؤثر سلباً في مبالغ المساعدات التي يمكن أن يتلقاها لبنان، لأن الدول والهيئات المانحة تخشى من عدم قدرة المؤسسات اللبنانية على حسن استخدامها، وكذلك فعل البنك الدولي الذي أصدر تقريراً قبل أشهر أشار فيه إلى آثار الفراغ الرئاسي على الوضع الاقتصادي وعلى قدرة الحكومة على معالجته والحؤول دون المزيد من التراجع. وكانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بحثت مع رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي تطورات الاوضاع في لبنان، بمشاركة نائب رئيس الحزب سليم الصايغ. وقالت كاغ: «ناقشنا عدداً من الأمور المرتبطة بحال عدم الاستقرار التي يمر بها لبنان. وأعربنا عن قلقنا المشترك حول عمل الحكومة التي يحتاجها لبنان الذي يعاني من فراغ رئاسي نتمنى ايجاد حل له، اذ يؤثر في سير عجلة البلد، والامم المتحدة معنية بهذا الموضوع وتحاول ان تعمل وتدفع لحل سريع توافقي يمكن ان يكون مقبولاً من الجميع لمصلحة لبنان». ولفتت الى «اننا نطمح إلى ان نرى لبنان سيداً متمتعاً بسلامة اراضيه، فلبنان بلد فريد في المنطقة، وهو تعددي تسوده الديموقراطية، ومن المهم دعمه ودعم مصالحه». وزارت كاغ قائد الجيش العماد جان قهوجي.