افتتحت وزارة الثقافة المصرية أمس مبنى «أوبرا دمنهور» شمال القاهرة بعد ترميمه، وكان يعرف باسم «سينما وتياترو فاروق» وحوّل أخيراً إلى دار للأوبرا. ويعتبر تطوير المبنى وترميمه جزءاً من مشروع لتجديد عدد من الابنية الأثرية في مدن مصرية والاستفادة منها في تقديم أنشطة ثقافية وفنية متنوعة. وأتى مشروع مبنى أوبرا دمنهور تنفيذاً لقرار الرئيس المصري حسني مبارك خلال افتتاحه لمسرح وأوبرا سيد درويش في الإسكندرية قبل سنوات حينما طالب وزارة الثقافة بتنفيذ مشاريع عاجلة لاحياء وإنقاذ مسارح مدن دمنهور وطنطا والمنصورة شمال مصر وإعدادها طبقاً لأحدث النظم العالمية لتقديم العروض والنشاطات الفنية والمسرحية. وتتضمن البرامج الفنية لدار الأوبرا الجديدة عروضاً لأشهر الأوبرات والباليهات العالمية وحفلات للاوركسترا السيمفوني وأوركسترا الأوبرا المصرية وحفلات لفرق وفنانين شباب لهم تجارب فنية متفردة، اضافة الى تقديم بعض العروض للفرق العالمية الزائرة لأوبرا القاهرةوالإسكندرية. ونفذت أعمال الترميم والتطوير في المسرح لعلاج وتقوية الأساسات والجدران وإنقاذ القبة من السقوط والانهيار إضافة إلى تنفيذ أعمال الترميم المعماري تضمنت الحفاظ على الزخارف والنقوش والأشكال الفنية والمعمارية التى تميز مبنى المسرح. كما زوّد المسرح بأحدث وسائل التهوئة والإضاءة والتأمين من أجهزة ومعدات إطفاء حريق وإنذار مبكر وبوابات الكترونية وأجهزة لكشف الأسلحة والمفرقعات وغيرها من التجهيزات الفنية والمعمارية التي جعلت من المسرح أوبرا بالمعنى الحقيقي. ويعد المسرح صورة مصغرة لدار الأوبرا المصرية القديمة ويتميز بتصميماته النادرة التي تحمل عبق التاريخ مسجلة بنقوشها الفريدة والبديعة أصالة الفنون المصرية، وساهمت وزارة الثقافة بعمليات تطوير وتهيئة للمنطقة المحيطة بالمسرح لتليق بالأثر الفني والحضاري المتميز. يذكر أن الملك فؤاد الأول كان وضع الحجر الأساس للمبنى في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 1930، وأطلق على القسم الغربي من المبنى أولا اسم «سينما وتياترو فاروق» قبل أن يتغير إلى «سينما البلدية» بقرار المجلس البلدي عام 1952 وظل كذلك حتى عام 1977 عندما تغير الاسم إلى «سينما النصر الشتوي» وهي التسمية المعروفة حتى الآن بينما سميت المكتبة باسم الملك فؤاد ثم أطلق عليها اسم الأديب الراحل «توفيق الحكيم» وتعرف حالياً بمكتبة دمنهور. ويعد مبنى دار الأوبرا تحفة فنية تتجسد فيه خصائص العمارة المصرية فى بدايات العقد الرابع من القرن الماضي، إذ يتبع فى تخطيطه طراز الأوبرا الإيطالية الذى وفدت خصائصها الى مصر إبان فترة الخديوي اسماعيل، لكنه ينفرد بعناصر معمارية وزخرفية إسلامية الطراز، وهو الأمر الذى تم مراعاته عند اعادة إحياء المسرح ليكون على الحالة المعمارية التاريخية القديمة والتي تتميز بالروعة والاصالة.