«البنت الشلبية»، الأغنية الشهيرة للفنانة اللبنانية فيروز، كانت من أهم ما غناه كل من الفنانين السوريين صلاح عمو وبسمة جبر على مسرح «Akzent» في العاصمة النمسوية فيينا، في خطوة تهدف إلى التفاهم بين اللاجئين السوريين والشعب النمسوي. بسمة غنت بالعربية، وردّ عليها صلاح بالكردية بصوته والبزق. وفي تناغم بديع بين اللغتين صدحت أصوات الفنانين وموسيقاهما، إضافة إلى عروة صالح ومجموعة موسيقيين نمسويين، منهم عازف الكمان أندرياس شغايبر وعازف البيانو يوليا سيدل. وأثناء الغناء، كان الجمهور يتأمل صور اللاجئين السوريين على خلفية المسرح مع عروض من التشكيل البصري، الأمر الذي جعل الحفلة متنوعة في أشكال الفنون المقدمة (الموسيقى والغناء والرسم والفيديو والأداء) ليطلق عليها كثيرون «تظاهرة ثقافية شاملة». انطلقت الحفلة الرسمية لمشروع «روابط سورية» في فيينا، وهو سلسلة مشاريع ثقافية للتواصل الفني بين المهاجرين السوريين والشعب النمسوي. وتزامنت الحفلة مع عرض فيلم صور ضوئية للمصورة ليندا زهرة. يقول القائمون على هذه المبادرة إن الغاية هي «تعميق روابط العلاقة والفهم المتبادل بين السوريين والبلد المضيف لهم بطريقة تتخطى الحواجز اللغوية وتعكس جانباً من الهوية السورية عبر الفن والثقافة والإبداع». يقول أحد مؤسسي مبادرة «روابط سورية» الفنان صلاح عمو، إنه «في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوري، مطلوب من الفنانين السوريين أن يكونوا صلة وصل تقدم حقيقتنا وجوهرنا الثقافي كشعب». ويضيف: «أكثر من نصف الشعب السوري باتوا لاجئين، والبلدان التي تحتضنهم بحاجة لمعرفة الثقافة السورية، والفن قد يلعب دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر وحوار الثقافات». ويتابع: «دفعنا العدد الكبير من السوريين في النمسا للتفكير بضرورة إيجاد مشروع ثقافي يعبر عنهم أو على الأقل يمثل وجهة نظر شريحة من الفنانين السوريين المقيمين هنا، فكانت هذه الحفلة». يذكر أن «روابط سورية» تأسست بمبادرة من الموسيقي السوري صلاح عمو والمنظمة النمسوية التي تدعم الثقافات الوافدة إلى النمسا، وبعد مشاريع موسيقية ناجحة تحولت إلى مشروع ثقافي، إضافةً إلى الموسيقى، وتضم فنون الأداء والفنون البصرية والأدب. وتخطط المبادرة إلى تنظيم مهرجان للموسيقى السورية في الصيف المقبل ومهرجان للسينما السورية في الخريف.